المتابع للأخبار اليومية يجد أن النواب في العادة غاضبون من أكثر الأشياء، وحتى عندما يتفقون مع بعضهم بعضا أو حتى مع الحكومة فإنهم يعبرون عن ذلك بغضب في كلامهم وتصريحاتهم. ونواب البحرين ليسوا وحدهم، فكل النواب في كل برلمان تسمع منهم الصراخ وترى وجوههم الغاضبة، وأحسن تفسير قرأته عن السبب في ذلك هو أن السلم الأهلي يتحقق إذا سمحت لممثلي الشعب بأن ينفسوا عن الاحتقانات تحت قبة البرلمان وأن يختلفوا ويتفقوا ويشرعوا ويراقبوا، بينما تجري الحياة بصورة طبيعية. كما أن البرلمان الذي لا يستطيع أن يغضب بالدرجة المطلوبة فإن المظاهرات والاعتصامات السلمية والخطابات والتجمعات تعوض عن ذلك. وبما أننا في الفترة الأخيرة من الفترة البرلمانية الحالية، فإن الغضب يشتد بسبب عدم تعاون الحكومة مع النواب في قضايا مهمة، يأتي على رأسها تقرير أملاك الدولة، وقد وصل الأمر إلى أن تقوم الحكومة بقطع البث الإذاعي، يوم الثلثاء الماضي، كما أنه قطع يوم الخميس الماضي أيضا، ويتوقع أن يقطع يوم الثلثاء المقبل لكي لا يسمع الناس غضب النواب على الحكومة.
الغضب يأتي معه جانب فكاهي، والنكات اليوم عن انقطاع البث الإذاعي كثيرة، ولذا فقد اقترح أحدهم أن يرسل الكهربائي الذي يصلح ميكروفونات المسجد بالقرب منهم إلى مجلس النواب لإصلاح الخلل الفني من دون مقابل، والسبب أنه لا يريد أن يسمع غضب النواب ولكنه يريد أن يستمع إلى النكات التي يضحك بسببها النواب. والمضحك أن بعض التبريرات المنشورة التي تبرر قطع البث الإذاعي تتسم ذاتها بالغضب والخوف من صوت ينطلق داخل قبة البرلمان، و هو خوف يعبر عن ضعف.
مجلس النواب سيواصل يوم الثلثاء المقبل مناقشة تقرير أملاك الدولة ويتوقع أن يتداخل النواب خلال مناقشة التقرير، وكما قالت الصحافة، فإنه ينتظر أن تقدم لجنة التحقيق وثائق جديدة، للرد على ما تحدث عنه كل من وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة ووزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وذلك لإيضاح الحقيقة للرأي العام، ولمقارعة الدليل بالدليل، وإذا لم يحضر الوزيران فإن النواب قالوا بإنهم سيعتبرون ذلك دليل إدانة ودليل إثبات التعدي على أملاك الدولة وأن مساحات شاسعة من أراضي الدولة قد أخذت لصالح أفراد وشركات وليس لصالح الشعب، وأن مليارات الدنانير طارت من خزينة الدولة بسبب ذلك. إن من حق النواب أن يغضبوا نيابة عن الشعب، وأن حق الوزراء أن يغضبوا على النواب بسبب ما يوجه لهم من انتقادات لاذعة، ونأمل أن يذهبوا إلى قبة البرلمان وأن يعود البث الإذاعي وأن يتحلى الجميع بروح ديمقراطية
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2760 - السبت 27 مارس 2010م الموافق 11 ربيع الثاني 1431هـ
مواطــــــــــــــــــــــــــــن
إن البرلمان الذي في طرفه حول ٌٌ.... مثـّلنــــــا ثم لم يحيي قتلانــــــا -----------------------------------------------------------------------
يمكن تبند الكهرباء يوم الثلاثاء
طبعاً السبب معروف: خلل فني!
وراح يعمم الخبر على وسائل الإعلام قبل بيوم لأن القضية محسومة وكونان ما يقصر يكتشف الخلل بسرعة.
سلام
البرلمان و أعضائه من صميم المجتمع البحريني. كل مانسر او نشتكي منه من البرلمان هو منا و الينا. عزيزتي الكاتبه: البرلمان لتسكين الألم في الضرس..اما العلاج بالخلع. لانزال نسمع عن من اختلس و عن من مرر و المبالغ هائله و نسلم و نمسي علي البرلمان الذي هم نحن !!
الى متى
والاهم من كل ذلك سيقطع البث لأن هناك خللا فنيا يستعصي على الحل طول ما يبحث موضوع الاملاك