غدا المواطن البحريني بعد أن قرأ تقرير لجنة التحقيق يتندر بما جاء به من تجاوزات من هباتٍ وبسط الأيدي والأرجل والبطون والظهور، ويضحك على ما وجده من إيجاراتٍ لأراضٍ حكومية ذهبت لمتنفذين أو شركاتٍ خاصة بآلاف الأمتار «بفليساتٍ حمراء»، إلا أنه في داخله وشعوره، يبكي ويتألم على حاله وحال بلاده التي أصبح يحلم فيها ببيتٍ مساحته لا تصل إلى 1 في المئة مما التهمته البطون التي لا تشبع، ويبكي أيضا على مستقبله ومستقبل أبنائه الذين قد لا يجدون قطعة أرضٍ تؤويهم أو يتعلمون فيها أو يتلقون علاجهم بها، لأن عددا من أصحاب الحسابات البنكية التي تتجاوز أرقامها الستة أصفار أراد أن تزيد تلك الأرقام صفرا آخر أو اثنين.
حقيق بالمواطن أن يتألم وهو يسمع عن أراضٍ هي من حقه ومن حق أبنائه، لأصالته وتجذره في بلده الذي ورثه أبا عن جد، يتوزعها البعض فيما بينهم ليزيدوا تخمة بعد تخمة، نعم جدير بالبحريني أن يتألم لواقعه وهو يرى نفسه محشورا في ضيق حالٍ من السكن والعلاج والتعليم والخدمات طوال عمره، لأن أحدا مرّ يوما قرب قريته أو مدينته وقرر في غمضة عين أن يضع يده على هذه الأرض أو تلك، سارقا بذلك أحلام البسطاء من البحرينيين من أن يجدوا تلك الأراضي يوما قد تحولت لمستشفى أو مدرسة أو بيت !
فعلا، لا يعلم المواطن البحريني أيضحك أم يبكي إزاء ما يحدث هذه الأيام بين الحكومة والنواب في ملف التعديات على أملاك الدولة، فالحكومة التي صمتت 29 شهرا هي مدة عمل اللجنة، خرجت لنا قبل أيام معدودات وبتسريب لم تجرؤ أن تضعه على لسانها علنا - حينها - لتقول إن تقرير النواب باطل، قبل أن تتحدث بصراحة عن هذا الأمر في جلسة النواب الثلثاء الماضي، لتقول إنها في ساعة واحدة قد فنّدت جميع الأدلة والمستندات والوثائق التي جمعها النواب وهم يحفرون في الصخر طيلة أكثر من عامين ونصف!
الحكومة تقول إن التقرير الذي أورد بالأدلة والمستندات أن هناك 65 كيلومترا من أراضي البحرين تكفي لبناء 320 ألف بيت قد قٌرأت عليها الفاتحة بل وآل عمران أيضا، «باطل ومنعدم»، لا لأن أدلته وأرقامه غير صحيحة بل لأنه يتحدث عن تعديات حدثت قبل العام 2002، مستندة في ذلك إلى ظاهر القانون الذي يمنع مساءلة الحكومة قبل ذلك العام، غير أنها نست أن الأمر مختلف هنا إذ مازالت آثار كثيرٍ من التعديات التي حدثت مستمرة للآن، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى امتداد الأثر الجنائي وعدم تقادمه وسقوطه، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الحديث هنا مرتبط بتعديات ومخالفات حدثت ليس بالضرورة من قبل الحكومة حصرا، بل حتى من أشخاص ليسوا كلهم مسؤولين في الحكومة، ومن حق النواب محاسبتهم، إلا إذا أرادت الحكومة أن تقول إنها كانت مسئولة تماما عن كل تلك التعديات، وإلا فهل من المعقول إذا اكتشفت الحكومة مختلسا في أي بقعة في البحرين أن تقول له « هدئ من روعك... هل كانت سرقتك قبل 2002 أم بعده، فإذا كانت قبله فنم قرير العين مرتاح البال...»!
فعلا يقف المواطن مذهولا إزاء هذا الطرح الذي يراد منه تعمية الحقائق وإخفاؤها، فإذا كان مجلس النواب لا حق له بالحديث عن التعديات التي وقعت قبل 2002 ومازالت موجودة، فمن من حقه إذن وكيف ستسترجع الأراضي الشاسعة التي أخذت دون وجه حق؟ وخلاصة القول هنا إذا كان هناك من يقول أن تقرير لجنة التحقيق في أملاك الدولة باطل، فالتعديات التي حدثت على أراضي الدولة وعقاراتها باطلةٌ ألف مرة.
بعد اليوم، لم يعد مطلوبا من النواب كشف المكشوف أو إيضاح الواضح، وهو للأسف ما كانوا يتفننون به في جلسة مناقشتهم لتقرير لجنة التحقيق قبل يومين والتي تحولت - بإرادتهم لا بإرادة الحكومة - إلى ندوة سياسية لا أكثر، غلب عليها السرد والوصف، نقول لكم أعزاءنا النواب إن الناس تشبعت من قراءة هذه الأرقام والمعلومات ومن الحديث عنها.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2758 - الخميس 25 مارس 2010م الموافق 09 ربيع الثاني 1431هـ
نبكي
نبكي يخوي نبكي
الى متى
بعد ان تم تغير هوية البحرين العربية واصبح الهنود بحرينين وخليط غريب غير متجانس من كل مكان من الشرق والغرب واصبح المواطن ارخص شىء على الارض فكل شىء لا يهم حتى لو سرقوا الارض والبحر والسماء فكل شىء لم يعد له قيمة
الى متى
كل ذلك يمثل التسارع الحثيث في تنفيذ بنود التقرير المثير للجدل الذي أسس لمشروع التجنيس السياسي والتغير الديمغرافي للبحرين ونحن نقترب من الانتخابات القادمة وفي مرحلة من الفوضى الخلاقة وفي مرحلة تصل فيه أعداد المجنسين إلى مئات الآلاف سوف يتحولون في غضون سنتين إلى 2800000 إنها مرحلة الفوضى الخلاقة والكراهية والطائفية والتميز التي ينم فيها تغير وجه البحرين الحضاري العربي الى شيء من المسخ والتخلف
اختفت الاراضي والبحار
حسبنا الله ونعم الوكيل
رجال
وفيتون أوما قصرتون يا وفاق شكر ا لكم لأنكم تعملون ليلا ونهارا من أجل حقوق المواطن سيرو ونحن معكم
آه يا بلدي
الحكومة تجتهد في صرف الناس عن هذه القضية المصيرية بأمور جانبية وما قضية بن رجب إلا لذر الرماد في العيون ولشغل الناس عن هذه الجرائم الكبرى في سرقة الوطن ولكن هذه الألاعيب لا تنطلي على الشعب البحريني الواعي.
الله ينتقم من الظلمة
و ما خفي كان أعظم و الله لا يستر عليهم لا دنيا و لا أخرة. عدم وجود العدالة أساس للفساد في كل أمر و في كل موقع و في كل وقت.