الرق شيء مقيت. إنه محظور صراحة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد كررت الأمم المتحدة تأكيد هذا المبدأ في مناسبات عديدة منها إعلان ديربان المعتمد أثناء انعقاد المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية في العام 2001.
لكن الاسترقاق وما شابهه من ممارسات لايزال مستمرا في الكثير من أنحاء العالم. فالرق يتبدل ويظهر من جديد في أشكال معاصرة منها استعباد المَدِين، وبيع الأطفال، والإتجار في النساء والفتيات لأغراض الجنس. وجذوره تكمن في الجهل والتعصب والجشع.
لابدّ لنا أن نخلق مناخا لا مجال فيه لتصور مثل هذا الإيذاء وهذه الوحشية. ومن سبلنا إلى ذلك تذكُّر الماضي والاحتفاء بذكرى ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
فإننا، بتذكُّر مظالم الماضي، نساعد على ضمان ألا يتكرر مطلقا مثل هذا الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان.
فهؤلاء الذين أحكموا سيطرتهم على تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي حققوا أرباحا ضخمة من الموت والشقاء والاستغلال. وقد أشرفوا على النقل القسري لملايين الأشخاص من مواطنهم في إفريقيا. وأخضع تجار الرقيق وملاّكه هؤلاء المهجَّرين بالقوة ونسلهم لأفظع أنواع الإيذاء البدني والعقلي والنفسي.
إننا نرى إرث تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي في جميع البلدان التي تأثرت بها. وإذا كانت الحكمة من شِيَمنا، فسنستغل هذا الإرث لما فيه الخير. سنعترف بأنه برهان واضح على ما يمكن أن يحدث إذا كانت الغلبة للتعصب والعنصرية والجشع.
وينبغي أيضا أن نستلهم جرأة هؤلاء الذين نجحوا بشجاعة فائقة في إنهاء هذا الإيذاء المنظم والراسخ الجذور. فإقدامهم هذا هيأ الفوز في نهاية المطاف للقيم التي تمثلها الأمم المتحدة وهي: التسامح، والعدالة، واحترام كرامة وقيمة البشرية جمعاء.
إننا نحيّي اليوم كل ضحايا الرق، ونقطع على أنفسنا عهدا بأن نكفل اجتثاث هذه الممارسة بجميع أشكالها.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ