ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته الرابعة عشرة. استضاف المعرض المفكر المغربي عبد السلام بن عبد العالي في محاضرة بعنوان (الكتابة الفسلفية حين تكون صحفية) ضمن فعاليات الاحتفاء بالمغرب ضيف شرف للمعرض. انحدر العالي من عنوان المحاضرة الى عنوان أكثر بيانا وهو (الفلسفة كتابة شذرية). واختار المحاضر هذا العنوان محاولة منه للتوقف عند شكل الكتابة الفلسفية، حيث إن السؤال الفكري لايعثر عليه مطروح في الساحات لذلك حاول العالي بلورة الأسئلة التي يطرحها في هذا النوع من الممارسة.
وأشار عبد السلام الى أن هناك صعوبات تتمثل في عدم توفر أمهات الدروس الفلسفية بلغة متيسرة لكتابة الدرس الفلسفي. كما استعرض المنهج الذي يحاكي عالمنا المعاصر حيث أن هذا المنهج متيسر في أشكال متعددة بين اللافكر وبين المقاومات التي يجب على الفكر أن يتخذها، مشيرا إلى أن «اللافكر» يتخذ اسم الخطأ، والفكر يحول دون الوقوع في الخطأ.
وقال بنعبدالعالي إنه «في القرن الـ 19 لم يكتف الفكر بوضع قواعد وانما صار يقاوم ليكافئ في عناده ما يسمى بالحماقات ومقاومة الحماقات واللامعقول, حين صار لا يكفيها رصانة العقل الديكارتي وانما بدت تحتاج لعقلانية ساخرة تقف عند الومضات والمدخل الذي يهيمن على الحياة». مضيفا: «ذلك لا يعني إهمال الفلسفة ولكن السخرية هنا تعني أن النسخ الكلاسيكي لا يكفي ليتماشى مع الحياة».
وأشار المفكر إلى أن ما ينبغي أن نضيفه للخصائص هي أن هذه كتابة ليست شكل ولكن محتوى مضمون فلسفي وكونها اسلوبا في الكتابة ومنهجا مؤسسا على المفارقة يجمع بين الجد والسخرية بين النظام والخلل، يسعى لأن تتحرك في مجال اللامحدود في فضاء المحدود، إضافة إلى إشارته بأن الكتابة لا يمكن أن تكون كتابة تحليلية فالنص لا ينحل الى لحظات تنمو وتتعاقب».
وقال عبد السلام إننا أمام كتابة «تعرض وتكتشف بين ما تدعوه مسودة ومبيضة فنحن امام مبيضات قابلة للتسويد، لكتابة ترسم طرق الفكر فالمهم هنا هي السبل التي تقطعها وليست النتائج» موضحا : «الكتابة تجمع بين التردد واليقين . الشذرة لا تعني إهمال الفكر بل تدعو إليه في نوع من الكتابة»، متابعا: «زمان هذه الكتابة ليست صيرورة تفصل الماضي عن المستقبل بل هو حركة التباعد الذي ينخر المضارع».
وأشار المفكر في خاتمة محاضرته إلى علاقة الكتابة بالموسيقى المعاصرة «حيث ان المقطوعات الموجزة تعبر عن غياب الايقاع ومهارة في سرعة التخلص»، مشيرا إلى انه استوحى آخر ما كتبه من مكان وجوده «البحرين» الذي «يربط الكتابة بالفنون التي تعبر عن المستوى والفن الرفيع الذي يلحظه القارئ حين يتصفح المجلات والدوريات الثقافية التي تصدر من البحرين وتعبر عن الذوق الرفيع في ملامسة الفلسفة والعلوم الإنسانية.
العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ