العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ

الساري: واقع لوحاتي معكوس متناقض ولا يمكنني التعبير عنها

يعرض لوحاته ضمن «تقاسيم» الرباعي بجمعية الفن المعاصر

البياض... ولعله الضوء، ولربما كان التناقض الحاد بين شخوص «كاتمة» اللون مبهمة الملامح، هو ما يميز الإثنتي عشرة لوحة التي يشارك بها الفنان التشكيلي السيدحسن الساري في معرض تقاسيم الرباعي المقام حاليا بصالة جمعية البحرين للفن المعاصر، والذي يقيمه الساري بالمشاركة مع الفنانين أحمد عنان، جيهان صالح، ومحمد المهدي ليعرض فيه الأربعة مجموعة من آخر أعمالهم.

ولربما يكون ذلك التناغم اللوني بين الشخوص الكاتمة والبياض أو الضوء في لوحات الساري هو ما يملؤها بهاء رغم «كتامتها» وهو ما يشيع فيها فرحا رغم الحزن الذي تطلقه انحناءات شخوصها الجسدية ويثيره غياب ملامح وجوه تلك الشخوص وعدم وضوح خطوط أجسادها.

أسأل الساري إن كان ذلك صحيحا، فيقول «ليس بياضا دائما، أحيانا هناك شبيه البياض... في الواقع الضوء هو ما يملأ لوحاتي، إنه البؤرة التي تحرك العمل. انظري إلى تلك اللوحة، لا يوجد فيها أي بياض لكنه اللون الأحمر هو ما يحركها ويملؤها ضوءا. لاحظي كيف تجلس الفتاة في حالة لا تشبه الفرح، انحناءة رأسها تعبر عن حال من اللارضا تعيشه تلك الفتاة، إنها حزينة رغم الورود، لكن لاحظي كيف يشع اللون الأحمر ضوءا وبالتالي فرحا في اللوحة».

لوحاتي تتكون من طبقات لا لون محدد فيها، استخدم تقنيات عديدة لأخرج باللون النهائي اللوحة بدءا من المسح وانتهاء باستخدام خامات عديدة تخلق تأثيرات متنوعة. إنني أحول السطح الأملس إلى آخر متشعب».

ثم يعلق «لا أنوع كثيرا في تكنيك الرسم لكني أتكيف في الألوان. قد تجدين نقلة مفاجئة في اللون في بعض اللوحات، ففي هذه اللوحة كانت الحالة المسيطرة عليّ تنزع بي نحو الألوان الرصاصية القاتمة، وقد اعتمدت على المساحات الشاسعة واستخدمت اللون الرصاصي الفاتح. ليس هناك أرضية في عملي ولا سماء، كل الأشياء متداخلة وليس هناك جاذبية معينة. هناك أبعاد لكن لا يمكنني ملاحظتها ولذا أحاول أن أوجد باستخدام الألوان كتلة معينة في العمل يصبح بلا معنى بدونها».


جنة من رماد

«تسربل يوم الإثنين بثوب من الشحوب والصمت الشديدين، دارت الرياح الصفراء لتشيع قرص الشمس نحو مثواه الأخير، هناك نحو البعيد، فيحن السندباد إلى جنة الرماد... فيرتشفان النبيذ ويرقصان، يرقصان حتى يثملا ويقعا متعانقين إلى الأبد...».

هكذا يعبر السيدحسن الساري عن ثيمة لوحاته في الكتيب المرافق للمعرض، وحين أسأله عن دلالة ذلك الوصف وتلك المقدمة، يجيب «أجسد في لوحاتي المعروضة أمامك حالة الزفاف، أطلق عليها حالة «العذراء». إنها قصة متسلسلة يمكنك قراءتها عبر اللوحات الإثني عشر، في واقع الأمر بدأت القصة قبل عامين ولم أنتهِ منها لحد الآن ولا أعرف حقيقة متى أنتهي»

لوحات العرس كاتمة لدي في ألوانها وفي دلالاتها، الألوان الكاتمة تعبر عن موضوعات لوحاتي بالإضافة إلى الألوان الفاقعة والإضاءات التي اعتمدها لشد البعد في بؤرة العمل».

في لوحاتي مزيج من الحزن والفرح، أمزج الواقعين لكن المحصلة لا تقدم لوحة حزينة. هناك هدوء في أعمالي لكن لا توجد كآبة رغم الألوان الكاتمة.

أميل للمدرسة الواقعية التعبيرية في الرسم. الحقيقة هي أنني أشعر بلوحاتي أكثر من أن أكون قادرا على التعبير عنها، أطرح الأفكار، فقط أطرحها، قد لا أنوي التعبير عنها بشكل واضح، وقد لا يمكنني ذلك.


متناقضة هي أعمالي

في لوحاتي، أحب أن أخلق صورة معاكسة للواقع، أنا هنا أطرح حالة اجتماعية معينة يفترض أن تكون ممتلئة فرحا وبهجة، لكن الشخوص في لوحاتي يمرون بحالة سلبية. الزفاف هنا ليس حالة رومانسية، إنني أصوره بعكس ذلك، ربما لأكسر الروتين. وأنا أفعل ذلك دائما في لوحاتي أطرح حالة اجتماعية ربما لأعبر عن حالة أخرى. العرس فرح لكن أعراس لوحاتي تمتلئ حزنا.


همي الأول في التفاصيل

يؤكد الساري أن بطلات بعض لوحاته قد يستسلمن للواقع، لكن قد يحدث العكس، ويشرح قائلا «يمكنك استشفاف ذلك من ملاحظتك للتفاصيل الصغيرة في كل لوحة، انظري هناك، لاحظي اللون، إنه للدلالة على باقة ورد تكاد تسقط على الأرض، الباقة غير واضحة، هناك اللون فقط، لكن في هذه البقعة اللونية الصغيرة غير الواضحة المعالم يكمن معنى اللوحة. كما أن اللون يأتي في بعض الأحيان بتفصيل معين ليعبر عن حالة الفرح الموجودة في العمل. في أحيان أخرى أعطي المتفرج إحساسا ببقعة اللون.


أضخم النِّسب وأبالغ فيها

أبالغ في النسب وأضخمها وخصوصا القدمين دائما أعطيهما ضخامة أكثر من الحجم الطبيعي، أتعمد ذلك وأريد أن أبرز بعض الأمور على عكس واقعها. أحب أن أميز عملي بكل ما هو غريب. تلاحظين أنني أرسم الفرح بالرماديات، فرحي هو اللافرح.

يشار إلى أن الساري يشارك حاليا بلوحاته في أكثر من معرض، إذ بالإضافة لمشاركته في معرض تقاسيم التي تستمر حتى بدايات أبريل/ نيسان المقبل، فقد تلقى دعوة للمشاركة في المعرض التشكيلي الثالث في العاصمة العمانية مسقط وذلك في الفترة من 19 - 23 مارس/ آذار الجاري. ويقدم الساري الذي يمثل جامعة البحرين، في مسقط 4 أعمال زيتية بمقاسات متوسطة الحجم. ويذكر أن الساري قد شارك خلال الشهرين الماضيين في معرضين بمصر والدوحة وينتظر أن يقيم معرضه الشخصي بكورتيارد قريبا، كما ينتظر أن ينتقل مع رفاقه الثلاثة بمعرضهم الرباعي «تقاسيم» لإمارة دبي قريبا.


السيرة الذاتية

سيدحسن الساري

مواليد البحرين 1978

2006 - 2007 رئيس نادي الفنون الجميلة بجامعة البحرين

دبلوم تصميم بتقدير امتياز

جامعة البحرين - بكالوريوس تاريخ

عضو بجمعية البحرين للفن المعاصر

المعارض الشخصية

2010 معرض (العذراء) صالة كورت يارد

2009 المعرض الثاني (عشتار) جامعة البحرين

2006 معرض (قلق المسافة) جامعة البحرين

المعارض الثنائية

2004 المعرض الثنائي الأول مع الفنان محمد المهدي بجمعية البحرين للفن المعاصر

2006 معرض ثنائي مع الفنان محمد المهدي بصالة الرواق

المعارض الجماعية

2010 معرض مشترك مع المهدي وعنان وجيهان صالح

معرض جامعات الخليج الثالث بمسقط

معرض دول مجلس التعاون - قطر

2009 معرض مع المهدي ورياض منصور (مركز واقف) بقطر

2008 مشروع النكبة الفلسطينية - لبنان

المارثون الدولي الثالث - المغرب

الأيام الثقافية البحرينية - سوريا

مهرجان ربيع الثقافة العالمي الرابع - العراق

2007 معرض البحرين السنوي - جائزة تقديرية

معرض الكاريكاتير العالمي - إيران

صالون الشباب الثاني - قطر

الملتقى الثقافي السادس لجامعات دول مجلس التعاون (الجائزة الثانية)

2006 الأيام الثقافية البحرينية - الإمارات

2005- السلام غايتنا جمعية الإسكافي - جنيف

الجوائز والتكريمات

2004 مسابقة المرسم الحسيني - الجائزة الثانية

2004 مولد المسيح - الجائزة الثانية

2004 أسبوع النخلة بمركز الفنون - الجائزة الثالثة

2004 المؤتمر العالمي الثاني لحقوق الإنسان - سويسرا

2001 - 2006 معارض الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان - جوائز تقديرية

2002 - 2005 معارض الذكر الحكيم الجائزة الثالثة والثانية والأولى

العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً