العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ

رحيل الموسيقار الذي وهب حياته لأوبرات فاغنر

توفي فجر الأحد الماضي (21 مارس/ آذار الجاري) حفيد الموسيقار المشهور ريشارد فاغنر، فولفغانغ فاغنر، وأحد الشخصيات البارزة في عالم الأوبرا على مدى نصف قرن. وقالت كاتارينا فاغنر، ابنة الموسيقي الشهير التي تشارك حاليا في إدارة المهرجان، إن والدها توفي بسلام أثناء نومه في بايرويت. وكان فولفغانغ المولود العام 1919 قد ترأس المهرجان الشهير الذي لا يعرض سوى أعمال فاغنر الأوبرالية في بايرويت العام 1951 مع شقيقه فيلاند قبل أن يستأثر وحده برئاسة المهرجان بعد وفاة شقيقه العام 1966.

ذات يوم وصفه المايسترو بيتر شنادير بأنه كان بمثابة «طالع السعد» بالنسبة لمهرجان بايرويت، فهو كان مديرا يهتم بكل صغيرة وكبيرة في المهرجان، بدءا بالبروفات وانتهاء بالطعام. «لقد رأيته وهو يدخل إلى مطعم المسرح ويلقي نظرة في قِدرة الطعام ليتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام»، يقول شنادير»نجح فولفغانغ فاغنر، آخر أحفاد الموسيقار الشهير، في تحويل مهرجان بايرويت من ميراث فني عائلي إلى مؤسسة ثقافية دولية ناجحة».

غير أن الطريق لتحقيق ذلك كان طويلا. بعد الحرب العالمية الثانية انطلق فولفغانغ فاغنر بالدارجة النارية عبر أنحاء ألمانيا للبحث عن داعمين ومشجعين يمولون إعادة افتتاح مهرجان بايرويت بعد توقفه. لم يكن ذلك سهلا كما قال فولفغانغ فاغنر ذات مرة، فقد كانت هناك «كراهية شديدة لأن والدتي كانت صديقة لأدولف هتلر. وبدون المشجعين من الخارج ما كنا استطعنا تحقيق هدفنا». وبالفعل، استطاع حفيد فاغنر أن يعيد افتتاح مهرجان بايرويت في مساء الثلاثين من يوليو/تموز العام 1951 بعرض أوبرا «بارسيفال». وعبر سنوات قيادته استطاع فاغنر أن يكسب المهرجان بعدا دوليا، فاجتذب إلى بايرويت عددا كبيرا من أشهر المغنين ومخرجي الأوبرا وقادة الأوركسترا في العالم.

غير أن فولفغانغ فاغنر لم يحصد المديح وحده، بل انهالت عليه الانتقادات من البعض الذين لم يستحسنوا فتح أبواب بايرويت أمام المواهب الشابة. المغنية بيرغيت نيلسون مثلا قالت قبل وفاتها بقليل إن «بايرويت أصبحت ورشة عمل، فكل مغنٍ مبتدئ يستطيع أن يغني هناك». ولكن، ورغم هذا النقد الفني، فقد تمكن حفيد فاغنر من أن يساهم مساهمة فعالة في إحياء المهرجان، وفي تأسيس مؤسسة «ريشارد فاغنر» وإعادة بناء «متحف فاغنر»، كما نجح في الارتقاء بتقنيات العرض والصوت في مسرح بايرويت والوصول بها إلى أحدث مستوى تكنولوجي.

عندما قرر فولفغانغ فاغنر في مارس / آذار 1999 تنظيم مسألة خلافته بعد أن بلغ الثمانين، اندلعت خلافات وشجارات كثيرة داخل عائلته. ولهذا لم يتخل عن إدارة المهرجان لابنتيه غير الشقيقتين إلا في العام 2008. منذ ذلك الحين و»التل الأخضر» في بايرويت يشهد عهدا جديدا. واجهت الأختان إيفا وكاتارينا صعوبات مالية وهيكلية كبيرة، وقد حاولتا التغلب عليها بضخ الدماء الشابة في المهرجان، وباعتماد وسائل حديثة وعصرية في اجتذاب جمهور جديد إلى بايرويت. ولكن هل ستُكلل جهودهما بالنجاح؟ هذا ما ستجيب عليه السنوات المقبلة.

العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً