من يسمع عن الأشياء ليس كمن يعاينها ويعانيها ويعيش تفاصيلها خطوة بخطوة، والمتعامل مع الإدارات الحكومية ليستغرب من فرض الرسوم على كل شاردة وواردة ليصل الأمر إلى أنك تشتري أحد الفورمات المطلوبة لتقديم الطلب بمئة فلس!
فالمئة فلس لربما هم معذورون فيها فهي تكاليف طباعة ونقل، وموظفين ومكاتب وتكييف وعلاوات وسيارات مديرين وصيانة مبانٍ، إلا أنك في أماكن أخرى ترى رسوما واشتراطات ليس لها معنى البتة، وإن احببتم فإني أقول لكم رسوم الحاوية التي تفرضها البلدية من ضمن طلب الحصول على ترخيص البناء كاشتراط نظافة وهو مضحك إلى حد ألم البطن أصلا لأن البلدية تتعامل مع الحاوية وكأنها ستظل طوال فترة البناء... يمكن سنة ويمكن ثلاث سنوات ويمكن أكثر! علما بأن مرحلة البناء الأولى لا تحتاج إلى حاوية بقدر ما يحتاجها في مراحل التشطيبات النهائية في المشروع!
الاشتراط الآخر وهو المضحك المبكي أيضا هو موضوع الإشراف الهندسي... وما أدراك ما الإشراف الهندسي! (والبلدية تعلم بما فيهم المسئولين إللي عندهم مكاتب هندسية يعلمون) بأن ياما مكاتب ما شافوا مواقع بناء هم صمموها وهم من المفترض انهم يشرفون على بنائها، بل المضحك فعلا أنهم لا يعلمون هالخارطة في أي منطقة أصلا... ولكن صاحب المشروع تراه مجبورا بدفع (المقسوم) علشان الأخ المكتب الهندسي يتفضل عليه بطباعة الرسالة وختمها بعد الانتهاء من البناء وهي التي تفيد بإشراف المكتب الهندسي على البناء تمهيدا لتوصيل الكهرباء... فهل هذا يُعقل...؟ او أن البلدية لا تعلم بهذه النكته وهذا من سابع المستحيلات!
هي ظاهرة متخلفة يقايضون صاحب المشروع عليها، وهو الحلقة الأضعف طبعا وخياراته يا أما الدفع مجبورا مقهورا أو أن يشرب من ماي البحر وكلاهما سم قاتل!
ألم يحن الوقت يا ترى إلى أن تراجع أغلب الإدارات الحكومية طلبات رسومها واشتراطات طلباتها، والبلدية على وجه الخصوص فهي تعج بالرسوم والاشتراطات التي يجب مراجعتها وتعديلها أو إلغاؤها حفاظا على ماء الوجه... وإلا ويش رايكم؟
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ