يعاني العالم أجمع من الأزمة الاقتصادية التي حلت به، وكان تأثير هذه الأزمة على جميع المجالات سواء المصرفية أو السياحية والرياضية التي هي من شأننا نحن، وكان التأثير واضحا لهذه الأزمة في المجال الرياضي وعلى الكثير من البطولات، وكان أهمها بطولة العالم للفورمولا 1 برياضة السيارات التي يتابعها أكثر من 650 مليون مشاهد حول العالم، والتي تحظى باستضافة احدى جولاتها سنويا على مضمار حلبة البحرين الدولية (موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط) بانسحاب فريق الهوندا من البطولة بعد تأثره بشكل كبير من الأزمة الاقتصادية. كذلك سحبت شركة ميتسوبيشي جميع مساهماتها في رياضة السيارات أيضا بسبب الأزمة حديثا على رغم عراقة هذه الشركة ومداها الواسع في عالم سباقات الراليات المختلفة، مع محاولات من قبل الاتحاد الدولي لارجاع هذه الشركة لرياضة السيارات كان آخرها زيارة نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ورئيس نادي الامارات للسياحة والسيارات بطل الراليات السابق محمد بن سليم للمصنع للتباحث بشأن هذا الموضوع، وما ذكرته جزء لا يتجزأ في عالم رياضة السيارات، فالاتحاد الدولي في الوقت الحالي سيعتمد على تخفيض مصاريف البطولة وتقليلها لمواصلة هذه البطولة وقوتها في العالم وأهميتها الكبيرة، وهناك تأثير كبير على بقية الرياضات الأخرى، فاتحاداتنا المحلية في كل عام تضع برامج تطويرية للألعاب المسئولة عنها، وهذه الخطط تشمل مشاركات خارجية مختلفة واقامة معسكرات متعددة وتوسيع قواعدها من الممارسين، وكل هذا بحاجة إلى دعم مالي لن تكون موازنة المؤسسة العامة للشباب والرياضة كافية لها، لكن عليها بالبحث عن طرق بديلة تدعم بها أنشطتها وبرامجها إلى جانب موازنة المؤسسة. وفعلا هناك اتحادات كثيرة نشطة بمجالس اداراتها كونت وبنت علاقات طيبة مع مختلف الشركات والمؤسسات الخاصة في المملكة من خلالها تمول أنشطتها وبرامجها. وتبقى هذه الشركات والمؤسسات معذورة في حال اعتذارها عن تقديم الدعم والرعاية بسبب الأزمة العالمية وما تعاني منه، وفي الوقت نفسه هناك شركات مازالت وعلى رغم ما يحدث باقية على نهجها إيمانا منها بالدور المهم لها في بناء المجتمع، ونحن كرجال اعلام وصحافة نعايش هذا الوضع ونلمس هذا الاهتمام الذي قد لا يكون علنيا أيضا، فلهذه الشركات كل الشكر والتقدير وإلى الرجال الرياضيين الذين يكافحون من أجل تطوير الرياضة البحرينية، ويبقى الدور اليوم على مجالس ادارات الاتحادات الرياضية في البحث عن سبل وطرق مختلفة لتمويل أنفسها من أجل (رياضة البحرين).
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ