العدد 2756 - الثلثاء 23 مارس 2010م الموافق 07 ربيع الثاني 1431هـ

في يومنا وعصرنا هذا ينبغي ألا يموت أحد من السل

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

إننا إذ نقترب من العام 2015، السنة المستهدفة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، لدينا أنباء طيبة نزفها عن جهود مكافحة السل. فقد أضحى العالم يسير في الطريق الصحيح لوقف انتشار هذا الداء الفتاك الذي تنتشر عدواه عن طريق الهواء، وما فتئت الوفيات الناجمة عن السل تنخفض. ويرجع الفضل الكبير في تحقيق هذه المكاسب إلى مقدمي الرعاية الصحية - حكوميين وغير حكوميين - والمدافعين عن المرضى وغيرهم ممن ساعدوا في علاج وشفاء 36 مليون شخص منذ العام 1995. وكانت النتيجة أن أُنقذت أرواح نحو 6 ملايين شخص من الهلاك. إلا أن التحدي الذي يواجهنا الآن هو كيفية الحفاظ على هذا الزخم.

ولئن أثبتت الموارد المائية التي لا غنى لنا عنها قدرتها الكبيرة على التجدد، فإن معينها بدأ ينضب وأضحى معرَّضا للخطر على نحو متزايد. فازدياد حاجة سكان العالم إلى المياه لتوفير الأغذية والمواد الخام والطاقة لا يني يزاحم احتياجات الطبيعة نفسها من المياه اللازمة لتغذية النظم الإيكولوجية المهددة بالفعل وتوفير الخدمات التي تتوقف حياتنا عليها. وما زلنا يوما بعد يوم نلقي في النظم المائية العالمية بملايين الأطنان من مياه المجاري غير المعالجة ومن النفايات الصناعية والزراعية.

وقد أصبحت المياه النقية شحيحة وسيزداد شحها مع بداية تغير المناخ. ولا يزال الفقراء هم أول وأكثر من يعاني من التلوث ومن نقص المياه وانعدام شبكات الصرف الصحي الملائمة. ونحتفل هذا العام باليوم العالمي لمكافحة السل تحت شعار «لنتحرك ضد السل». والمجتمع الدولي يتحرك بالفعل على عدة جبهات؛ فالجماعات المتضررة باتت تعرف اليوم عن مرض السل أكثر مما كانت تعرف عنه من قبل بفضل حملات التوعية العامة. وما فتئ التمويل الذي يخصص لمكافحة السل ينمو من خلال آليات من قبيل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا. ويقدم المرفق الدولي لشراء الأدوية الدعم لتوفير الأدوية وخدمات التشخيص التي تمس الحاجة إليها. ومع استمرار تطور هذا الداء، تهيئ منظمة الصحة العالمية سياسات مبتكرة وتنسق الدعم التقني. أما الحملة التي ينفذها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز تحت شعار «لن يَهلك حاملو فيروس نقص المناعة البشرية من جراء السل» فتزيد مستوى الوعي بهذين الداءين المترابطين. وبادرت أوساط البحث العلمي، بعد عقود من الإهمال، إلى مد القنوات لإيصال ما استجد في وسائل التشخيص والأدوية واللقاحات الممكن ابتكارها.

غير أن ما أُحرز من تقدم يجب ألا يصرفنا عن التحديات. فالأرقام لا تزال تدعو إلى الذهول، إذ أودى السل في العام الماضي بحياة 1.8 مليون شخص، ما يجعل هذا الداء ثاني أكبر سبب لوفاة البالغين في جميع أنحاء العالم من مرض معدٍ، وهو من الأسباب الثلاثة الأولى لوفاة النساء في سن الإنجاب.

وتشهد معدلات الإصابات الجديدة بمرض السل انخفاضا في جميع المناطق، ولكنه انخفاض لا يعم بعدُ البلدان كافة. ولا تزال معدلات الانخفاض عموما أبطأ بكثير مما هو مطلوب، وتؤدي الثغرات التي تشهدها جهود السيطرة على المرض إلى ظهور السل المقاوم للأدوية المتعددة، وعلاجه أكثر كلفة وأصعب بكثير، وتذكرنا هذه الثغرات بخطر الانتكاس الدائم.

وقد حدد المجتمع الدولي هدفا يتمثل في تعميم الحصول على خدمات الوقاية والعلاج من جميع أشكال السل لدى البالغين والأطفال، وفي صفوف حاملي فيروس نقص المناعة البشرية.

ففي يومنا هذا وعصرنا هذا، ينبغي ألا يموت أحد من السل. وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل، لنواصل «تحركنا» في هذه المعركة المهمة.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 2756 - الثلثاء 23 مارس 2010م الموافق 07 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً