العدد 2755 - الإثنين 22 مارس 2010م الموافق 06 ربيع الثاني 1431هـ

الدمستاني... ومحاكمة الإنسانية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تقول المادة التاسعة من الميثاق الإسلامي العالمي للأخلاقيات الطبية والصحية: «لا يجوز للطبيب الامتناع عن علاج المريض في الحالات الطارئة، ولا الانقطاع عن علاجه في جميع الأحوال».

وبالتالي فإن أخلاقيات مهنة الطب والتمريض، واضحة بأن يتم علاج أي مريض وتقديم العون له ومساعدته في جميع الأحوال، وأن هذه الأخلاقيات هي من أساس وشرف هذه المهنة العظيمة التي تجعل الإنسان أولوية قبل كل شيء.

لكل عمل أخلاقيات يجب التقيد بها، فلا عمل بلا أخلاق، ولا مهنة بلا ضوابط، وأبجديات العمل الطبي هي إعطاء العلاج لأي إنسان محتاج بغض النظر عن الظروف والأحداث، فإن لكل إنسان حق الحصول على العلاج حتى ولو كان في حرب ضروس ومعارك ضارية ولذلك نجد أن الحروب تتوقف لأيام لإفساح المجال لعلاج المصابين من مختلف الأطراف.

هذا هو حق المرضى، وحق الحصول على العلاج، وحق الحياة، حق ملزم به كل طبيب ومسعف وممرض. وبالتالي فإن القانون يجب أن يحمي الطبيب والممرض والمسعف بحيث يكون حاميا له، حتى لا يتردد في إسعاف أي إنسان محتاج للعلاج الطارئ.

التحقيق مع أمين سر جمعية الممرضين البحرينية إبراهيم الدمستاني وتوقيفه على ذمة التحقيق - قبل الإفراج عنه لاحقا - فقط لأنه قام بواجب إنساني وقدم العلاج لمصاب طرق باب منزله، هو بحد ذاته جريمة بحق الإنسانية، بغض النظر عمن كان المصاب سواء كان مطلوبا جنائيا أو سياسيا، وسواء كان مسلما أو كافرا وسواء كان أبيض أو أسود، أحمر أم أزرق، أو بشرا أم حيوانا.

والسؤال المنطقي، ماذا لو رفض الدمستاني تقديم العلاج والعون للمصاب، وتوفي المصاب، ألن تعتقل الجهات الأمنية الدمستاني وتحمله مسئولية غير مباشرة لما حدث للمصاب بحجة عدم قيامه بواجبه اتجاه مصابه؟.

هل كان مطلوبا من الدمستاني قبل تقديم العون أن يقوم بإبلاغ الجهات الأمنية، واحتجاز المصاب وتعريض نفسه وعائلته لأمور قد لا يعرفها، وماذا لو رفض المصاب البوح بأسباب إصابته فهل من حق الدمستاني رفض تقديم العون له وطرده من منزله؟

أسئلة منطقية تحتاج إلى إجابة من قبل الجهات الأمنية التي تحقق مع الدمستاني الآن فقط لأنه أسعف مصابا طرق باب منزله.

الدمستاني وإن حوكم فسيصبح بطلا لأدائه واجبه الإنساني، والقاضي وإن حكم عليه فسيكون حكمه ضد الإنسانية وضد العدالة والعقل والمنطق وحق الحياة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2755 - الإثنين 22 مارس 2010م الموافق 06 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:45 ص

      اين؟؟

      "لكل عمل أخلاقيات يجب التقيد بها، فلا عمل بلا أخلاق، ولا مهنة بلا ضوابط"
      في البحرين كل عمل يجب ان لايكون وفق ضوابطه الانسانيه بل وفق الاجندة السياسيه .. في البحرين حتى رجل الشرطة يمارس عمله بضوابط التعجرف والترفع والصهينة .. فالله درك يا دمستاني

    • زائر 6 | 2:42 ص

      ستراوية

      بالصراحة لو أني مكان الدمستاني لو سويت نفس إليي سواه بدون تردد أو خوف لأنه من أخلاقيات المهنه ولزائر رقم 2 ليش اخبر الجهات المختصة هي مو سالفة وللكاتب هاني شكرا على موضوعك وطرحك المقنع يعطيك الف عافية

    • زائر 5 | 2:03 ص

      >زائر رقم 2

      هل انت بحريني؟؟

    • زائر 4 | 1:39 ص

      بو سارة /إلى العقلاء

      ماقام به الدمستاني عمل إنساني لا غبار عليه ولا إعتراض عليه من أي جهة ولكن الطريقة التي عولج بها و طريقة إدخال المستشفى واخفاءه عن عيون رجال الأمن يعني بصراحة الدمستاني على دراية تامة بوضعه القانوني ومع ذلك تستر عليه ، وهناك قانون صريح يعلمة موظف القطاع الخاص ، فضلاً عن أمين سر الجمعية وهنا مربط الفرس .

    • زائر 3 | 12:58 ص

      عمل جيد و لكن

      كان اجدر بهي ان بخير جهات المختصة و لا انكر ان عمله كان انساني و واجب عليه غلطته لو خبر ان جاه مصاب و عمل واجبه جان كان في سليم و اعرف ما بعجبكم كلام و ارجو من الاخوان الرد باسلوب راقي و شكرا

    • زائر 2 | 12:23 ص

      ما أدرى

      الدمستاني ان الجميع متهم في هذا الوطن؟؟ وما أدراه ان الواجب الإنساني يحتاج لأخذ إجازة من كبار مسؤلي الدولة؟؟ نحن في غابة حقيقية فإطلاق النار على الشاب لم يعد امر هينا يجب السكوت عليه فالجميع يعرف ان القرى اليوم اصبحت محاصرة بهذه القوات العابثة والحاملة للسلاح المددج والملقم على مدار 24/7 ساعة ..
      ننتظر تحقيق مستقل ينصف المظلوم من الظالم وننتظر جلاء القوات المرابطة على مداخل قرانا فوجود يبعث على الخوف وهي شاهرة السلاح في وجه كل داخل وخارج من القرى .. والسلام

    • زائر 1 | 12:19 ص

      حبيبي انت

      ياولد الفردان ماكو داعي للقانون في بلد لا يعترف بالقانون

اقرأ ايضاً