بدأ العد العكسي لانقضاء الفترة المحددة لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للشباب بحلول العام 2009، وحتى الآن لم تبادر الوزارات والجهات الرسمية المعنية بتنفيذ أو تفعيل أي بند أو توصية نصت عليها الاستراتيجية التي باركها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
أنفقت عليها مبالغ كبيرة من قبل السفارة البريطانية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، وفجأة توقفت في بداية انطلاقتها وبات الشباب يترقبون تطبيقها على أحر من الجمر، ولكن التأجيل كان سيد الموقف في كثير من الأحيان.
عن ذلك، قال رئيس جمعية الشبيبة البحرينية حسين العريبي: «جمعية الشبيبة كان لها بصمة كبيرة في وضع الاستراتيجية من خلال مشاركة رئيس الجمعية السابق حسين الحليبي، وكنت مع الحليبي مسئولين عن الراديو الإلكتروني الذي يعتبر أحد المشروعات التابعة للاستراتيجية، كما شاركنا في حملة «عبر عن نفسك»، فيما الشباب كان يتسائلون في ذلك الوقت عما إذا كان هذا المشروع سيطبق أم لا؟ وخبراء الأمم المتحدة كانوا يقولون أنهم لا يضمنون تفعيل الاستراتيجية ولكنهم سيسعون إلى إشراك جميع الجهات الشبابية في وضعها».
وأضاف العريبي «تم طرح الاستراتيجية، ولكن من وضعها لم يحث الدولة لتفعيلها على أرض الواقع، والمشكلة تكمن في عدم وجود نصوص ملزمة للجهات الرسمية والحكومية بهذا الشأن، وبالتالي لم يفعل أي بند منها، ونائب المدير العام لليونسكو أكد في مؤتمر صحافي آنذاك، أنه إذا كانت هناك سلطة تنفيذية غير جادة في تنفيذ المشروعات التي تعاونت من أجلها مع الأمم المتحدة فلن يتحقق شيء، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تمثل بيوت خبرة ولكنها لا تستطيع إلزام أي دولة بتنفيذ المشروعات».
وبين رئيس «الشبيبة» أن «السلطة التنفيذية تنفي عن نفسها تهمة عدم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب، وتثبت ذلك بمجموعة من الأنشطة والفعاليات التي ليست لها علاقة بالاستراتيجية، وهذا ناتج كما ذكرنا عن عدم وجود آلية ممثلة في قانون ملزم لجميع الوزارات بتنفيذ بنود وتوصيات الاستراتيجية الوطنية للشباب».
وتابع «من جانبنا في جمعية الشبيبة تجاوزنا مرحلة البكاء على الأطلال، وأصبحنا لا نعول على السلطة التنفيذية لتحقيق أحلامنا كشباب، ولكننا نبحث عن آليات نابعة من المجتمع المدني لابتكار آليات موازية لعمل الدولة وتكون مستقلة ماليا وإداريا، الهدف منها تطوير الشباب البحريني».
ورأى العريبي أن «برنامج المنح المالية الذي تقدمه وزارة التنمية الاجتماعية كان نموذجا إيجابيا جدا كأحد أوجه دعم الشباب البحريني، وهو قائم على تقديم مشروع شبابي من قبل الجمعيات، ومن ثم تنظر فيه لجنة تحكيم وإذا رأت أنه متميز توصي بتخصيص المنحة لإحدى الجمعيات، وفازت جمعية الشبيبة مرتين بهذه الجائزة في عامي 2007 و2008».
أما رئيس جمعية الشباب الديمقراطي محمد مطر، فأعرب عن اعتقاده بعدم وجود «مسئولين حكوميين أو سياسيات حكومية تعرف إلى أين نتجه، فالاستراتيجية الوطنية للشباب من المفترض أن تبدأ في 2005 وتنتهي في 2009، فهل من المعقول أنه لم ينفذ أي بند من الاستراتيجية بعد أن صرفت عليها مبالغ ضخمة وجلب من أجلها الخبراء وشارك فيها مئات الشباب».
وأفاد مطر بأنه «بعد إقرار الاستراتيجية كنا نتوقع عمل جولات في المدارس لإطلاع الطلبة على الاستراتيجية ولكن ذلك لم يحصل، وكجمعية شباب ديمقراطي، طالبنا في العام 2006 بتفعيل الاستراتيجية وأعددنا مشروع صيفي بعنوان «هيا يا شباب لنواصل العمل» بالاشتراك مع إحدى الجمعيات الشبابية في البحرين، ولكن لم يتجاوب أي من المسئولين بما في ذلك المعنيين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة».
ولفت إلى أن جمعيته «لم تعد تطالب اليوم بتفعيل الاستراتيجة التي توفيت قبل أن تولد، فالمشروع يمثل طموح الشباب في 2004، بينما اليوم طموحنا ارتفع سقفه، وأي استراتيجية ستؤسس اليوم لخدمة الشباب البحريني يجب أن يتم تضمينها طموح الشباب في 2009، وأن نتحدث عن إشكالاتنا الحالية التي نتوقع أن تستمر، فلاتزال هناك أزمة بطالة، وإسكان، وهوية وطنية، واختلاط أجيال، والأراضي ونصيب الأجيال المقبلة منها، وكذلك موضوع الشفافية وتعاطي الشباب معها، وتكريس مفهوم الحرية التي هي جزء من حياة الشباب».
ولفت إلى أنه «كان من المفترض أن يحدث تقييم في العام الأخير للاستراتيجية من أجل تطويرها ووضع بنود أخرى، فكيف سنقيم شيئا لم ننفذه أساسا؟ وأين هم النواب من موضوع الاستراتيجية أم أنهم كانوا مهتمين بالشباب فقط في فترة الانتخابات وبعد أن وصلوا إلى مقاعدهم نسوا ما تضمنته برامجهم الانتخابية من شعارات؟»، مستدركا «اليوم نحتاج إلى استراتيجية جديدة ولكن يجب أن لا تصاغ بأسلوب الاستراتيجية السابقة».
في الطرف المقابل، تحدث الناشط الشبابي محمد عبدالعال عن «قرب انتهاء الفترة الزمنية للاستراتيجية الوطنية التي عملت على صوغها شريحة كبيرة من شباب هذا الوطن ولكن يتم تفعيلها حتى الآن، وبالتالي فإن ذلك أمر مجحف بحق هذه الفئة، فقد كان من المفترض أن تأخذ الدولة بعين الاعتبار الجهد المبذول في إعداد الاستراتيجية التي تحتوي على الكثير من التوصيات والأفكار التي لم تفعل، وهذا هو عامها الأخير فماذا لدينا بعد ذلك؟ هل ننتظر صوغ استراتيجية أخرى أم نترقب الحكومة حتى تمضي قدما في تفعيلها».
ونوه عبدالعال إلى أن «الاستراتيجية العامة للشباب عمل عليها أشخاص من خارج البحرين، ومن بينهم كامل النابلسي وهو خبير في الشئون الشبابية من المملكة الأردنية الهاشمية، وكان يشغل منصب مساعد مدير مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب، التقيته في الأردن وكان محبطا من عدم تفعيل الاستراتيجية التي لم تكن سوى حبر على ورق ذهب جهد العاملين عليها هباء».
يشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للشباب، ترتكز على ثمانية محاور أساسية تهم واقع وطموح الشباب والشابات في البحرين، من خلال تشكيل ثماني مجموعات نقاش متخصصة، يكون هدف هذه المجموعات تقديم تقرير متكامل وشامل للقضايا الأساسية المتعلقة بمحور النقاش والبحث عبر تحليل واقع الخدمات والبرامج المقدمة للشباب والشابات والتشريعات والقوانين الخاصة بالمحور، وتطوير استراتيجيات كفيلة بتطوير إمكانيات وقدرات الشباب والشابات في البحرين.
العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ