في الوقت الذي تطل فيه علينا ذكرى اليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير في 3 مايو/ أيار تأتي فعاليات الاحتفاء بهذا اليوم وبهذه المهنة التي تلعب في الدول الديمقراطية دور «السلطة الرابعة» لكشفها ملفات الفساد، خجولة، إذ تنظم الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان ندوة بالمناسبة في نفس اليوم العالمي، بينما غابت جمعية الصحافيين ونقابة الصحافيين (تحت التأسيس) التي يبدو انها ماتت قبل ان تولد.

مرت «الصحافة» بنقلة نوعية في البحرين، وعاشت منذ الانفراج السياسي وانقشاع قانون أمن الدولة وصدور ميثاق العمل الوطني مرحلة تحسد عليها من اتساع هامش حرية التعبير، إذ انطلقت أقلام الصحافيين، وتبعثرت الانتقادات عبر الصحف المحلية للمسئولين، وكان «حينها» من المستبعد أن يساق الصحافي للتحقيق معه ومحاسبته.

ومرت تلك المرحلة بفترات حرجة، تلا ذلك إصدار قانون المطبوعات الجديد، ومن ثم رفع قضية على صحيفة «الوسط» و«أخبار الخليج» وأخيرا رئيس تحرير نشرة «العمل الديمقراطي» رضي الموسوي، الأمر الذي عكر المزاج العام. ليست البحرين وحدها من تعاني من القيود، إذ بيّن الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» روبير مينار في تصريح أخيرا أن «هناك ترديا في حال الصحافة في العالم والأخطر أن هناك عددا أكبر من الصحافيين في السجون حاليا، ولكن هناك أيضا تراجعا في حرية الصحافة وخصوصا منذ 11 سبتمبر/ أيلول وحوادث نيويورك وواشنطن، فهناك الكثير من الأنظمة التي استغلت هذا الحادث من أجل إيجاد تشريعات جديدة وإجراءات جديدة، من أجل تكميم الصحافة».

ذكرى اليوم العالمي للصحافة تجرنا إلى فتح المواثيق والاتفاقات والعهود الدولية التي تضمن حق «حرية التعبير»، إذ إن حق الإنسان في ممارسته لحرية الرأي والتعبير من الحقوق الإنسانية المهمة والأساسية إذ يلي حق الحياة، ويعد المدخل الطبيعي والمباشر لممارسته حقوقه الأخرى.

من لا يملك حق حرية الرأي والتعبير لا يملك أي حق آخر، وإذا كانت الدولة - أية دولة - ستعاقب مواطنيها على ممارسة حقوقهم في حرية الرأي والتعبير، فلا يمكن الحديث بحال من الأحوال عن حقوق هؤلاء المواطنين في ممارسة أية حريات أخرى.

كل المواثيق والعهود والاتفاقات الدولية نصت على احترام حق الإنسان في التعبير عن رأيه فقد جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 19) أن «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء من دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة من دون التقيد بالحدود الجغرافية»