العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ

العصفور: التصريحات الإيرانية مدانة والتشكيك في الانتماء مرفوض

قال خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة): «إن التصريحات التي صدرت من أحد المسئولين الإيرانيين مؤخرا وتمس سيادة مملكة البحرين واستقلالها، هي تصريحات مرفوضة ومدانة، ولا ندري ما هو الهدف من وراء إطلاق مثل هذه المقولات المستفزة التي تضر بالعلاقات التاريخية بين بلدين جارين مسلمين، وخصوصا مع ما تشهده هذه العلاقات من تطور على المستويين السياسي والاقتصادي، وعلى المستوى الرسمي والشعبي».

وأَضاف العصفور أن «هذه المواقف مع الأسف تتكرر بين فترة وأخرى من بعض المسئولين في إيران، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية في إيران تصرح على لسان المسئولين والساسة بأن مثل هذه التصريحات لا تمثل موقفا إيرانيا رسميا ولا تعبر عن سياسة إيران تجاه مملكة البحرين، فإن هذا صحيح ومطلوب، إلا أنها في الواقع تضر العلاقة الثنائية ومن شأنها أن تخلق أجواء التوتر والجميع في غنى عنها».

وتابع «من موقفنا المبدئي ومسئوليتنا تجاه بلدنا ووطنا نستنكر وبشدة أية إساءة لبلدنا واستقلال وطننا، كما وأننا في ذلك الوقت نرفض التشكيك في ولاء طائفة كبيرة في هذا الوطن لبلدهم ولأرضهم، وإذا كان هناك البعض ممن يحاول أن يروج لمقولات من هذا القبيل ويستغل مثل هذه التصريحات ليصطاد في الماء العكر فهو واهم، فإننا لا نقبل لأحد أن يزايد علينا في ولائنا لأوطاننا وأن تُستغل هذه الموافق للطعن في وطنية الآخرين وانتمائهم لبلدهم».

إلى ذلك تحدث العصفور عن مكانة العقل ودوره، وقال إنه «تعالى منح الإنسان نعمة العقل وميزه على جميع الموجودات وفضله بذلك على سائر المخلوقات، وأتم حجته على الإنسان بالعقل الذي هو مناط التكليف والمسئولية، إذ عبرت الروايات عنه بأنه الحجة الباطنة في مقابل الحجة الظاهرة وهم الأنبياء والرسل والأئمة عليهم الصلاة والسلام. كما بينت الروايات فضل العقل ومكانته وأن الإنسان إنما يثاب على قدر عقله وينال الدرجات في الآخرة على قدر عقله، إذ قال الرسول (ص): «ما عبد الله بشيء أفضل من العقل»، وهذا يعني أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى المعبود هو تكميل العقل عن طريق اكتساب العلوم والمعارف الحقة التي توصله إلى الحقائق».

وواصل العصفور «المسألة المهمة هنا هي كيفية توظيف العقل في المسار الذي من أجله خلقنا المعبود، إذ نحن مطالبون بإعمال عقولنا وتحصينها والمحافظة عليها وكيفية تفعيل دور العقل، فهناك علامات ودلائل للعقل وكماله، كما أن هناك آفات وفيروسات تشل قدرة العقل وتعطله عن دوره بل تدمره كما قال الإمام علي (ع): «أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع»، وهذا ما يتطلب منا أن نتعرف على الجوانب التي تنمي العقل، والجوانب التي تدمر العقل لأنه من الواضح الإنسان العاقل هو الذي يوازن بين خير الأمور وشرها، وبين فساد النتائج والعواقب وصلاحها، والعاقل هو الذي يضع الأمور في نصابها كما قال الإمام علي (ع): «العاقل من أحسن صنائعه ووضع سعيه في مواضعه»، والعاقل هو الذي يسعى للارتقاء بنفسه وذاته ويطلب ما يوصله إلى تحقيق الكمال كما قال عليه السلام «العاقل يطلب الكمال»، وبالتالي فإنه سيتجنب كلما من شأنه الحط من قدره أو السقوط».

وأردف العصفور «كما قال الإمام علي: «أعقل الناس أبعدهم عن كل دنية»، و «العاقل من تورع عن الذنوب وتنزه عن العيوب»، لأن هذه الأمور من شأنها شل حركة العقل وتعطيله، كما قال الإمام الكاظم (ع): «من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله، من أظلم نور تفكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه»، وأي عقل للإنسان إذا كان يحيد به عن الحق ويصرفه إلى الباطل ويقوده إلى العصبية، وأنه لا عجب من الإنسان الذي يصل به الحال إلى التنكر للحقيقة ويشعر أمامها بالمرارة ويتمنى العذاب والهلاك دون قبوله للحقيقة، كما تحدث القرآن عن ذلك بقول سبحانه: «وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم».

ذلك هو الخسران الحقيقي، وهو ما يعني موت العقل الذي يعني الجنون، فليس الجنون من فقد عقله لعارض أو مرض، فقد مر رسول الله (ص) بمجنون فقال: «ما به؟، قالوا إنه مجنون، فقال: بل هو مصاب، إنما المجنون من آثر الدنيا على الآخرة».

العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً