العدد 602 - الخميس 29 أبريل 2004م الموافق 09 ربيع الاول 1425هـ

جعفر الجمري

«عبدة الشيطان» في البحرين!

إن التطرق إلى موضوع «عبدة الشيطان» في البحرين هو في واقع الأمر ليس فصلا اجتماعيا جديدا، بل وليس حدثا جديدا يدخل مجتمعنا البحريني إذ إن تلك الجماعات متوغلة داخل مجتمعنا منذ أواخر القرن الماضي، ولم يكتب عنها إلا قبل عام في «الوسط»... حتى ان بعض الاقلام في الصحافة المحلية لم تتقبل فكرة ان «عبدة الشيطان» هي جماعة متوغلة في أوساط الشباب البحريني منذ زمن ولها طقوسها وعاداتها التي تُمارَس في أماكن مختلفة في البلاد وهي لا تقتصر على فئة دون أخرى... فغياب الرقابة الأسرية وعدم السماع لهموم الشباب بتوفير أنشطة تشغل فئتي المراهقين بأعمال مفيدة قد تغنيها عن الابتعاد أو التشبث بمفاهيم خاطئة... فبعض الشباب لا يتقبلون المفاهيم الموروثة، فيلجأون إلى البحث عن هوية وشكلية خاصة بهم... وجماعة «عبدة الشيطان» هي مجموعات متمردة على المعتقد الديني أيا كان، وتروج للإباحية الجنسية وتعاطي المخدرات إلى غيرها من التصرفات الشاذة التي يندى الجبين عند ذكرها.

هذه الجماعات معروفة في الغرب بتمردها على الكنيسة وهي ضد الثقافة المسيحية وهي في تزايد هناك. أما في الشرق فهي متوغلة بصورة اولية واثير أمرها صحافيا في عدد من الدول العربية من بينها مصر ولبنان اللتان لاتزالان تعانيان من هذه الظاهرة التي توسعت شبكتها في المنطقة العربية عبر وسائل الاتصال المختلفة كالانترنت، وأيضا حفزت الشباب للانخراط في تلك الجماعات في ظل تفاقم التطرف الديني من جانب وانعدام الاخلاقيات العامة في المجتمعات العربية من جانب آخر.

من أهم ما يرمز هذه الجماعة ارتداؤهم اللون الأسود بشكل مميز وارتداء صور أو رموز تعبر عن أشكال وصور الشيطان. ليس هذا فحسب فالفتيات في هذه الجماعة يفضلن وضع أحمر الشفاه الأسود وطلاء أظافرهن باللون الأسود أيضا وغير ذلك من التصرفات والمعتقدات التي تفرضها طقوس جماعة «عبدة الشيطان».

قد يسأل البعض: لماذا المراهقون والشباب هم الفئة؟ والواقع أنهم ليسوا هم المستهدفون فقط فهناك فئات أخرى غير ان الفئة الشبابية هي الأسرع إلى التغير والتأثر بأي مفهوم أو طرح يملى عليهم وخصوصا إن كان ذا طابعٍ متمردٍ وغريبٍ. وزارة الداخلية أحبطت احدى اجتماعات هذه الجماعة مؤخرا ولكن المشكلة هي ان آباء وأمهات هؤلاء الشباب لايعلمون ان فلذات أكبادهم قد التحقوا بهذه الجماعة الفاسدة، فحذارِ من ذلك... وحذارِ من الاستهانة بالأمر





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً