العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ

الجودر يدعو إلى حوار وطني على أسس الميثاق

الوسط - محرر الشئون المحلية 

20 فبراير 2009

دعا خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة أمس إلى حوار وطني من أجل حلحلة الأوضاع والخروج من حالة الاحتقان.

وقال إنه من أجل حوار حضاري متقدم فإننا أمام مجموعة من الركائز الأساسية لإنجاح أي مبادرة أو دعوة للحوار الوطني.

وأضاف أن من الركائز الأساسية أن يقوم الحوار الوطني على مبادئ وأسس ميثاق العمل الوطني الذي صوت له الشعب بنسبة 98.4 في المئة، فنقر بانجازات المرحلة الأولى من الميثاق مثل إعادة الحياة الدستورية، ونيل الكثير من قطاعات المجتمع حقوقها كاملة غير منقوصة، العمال والمرأة والأرامل والأيتام والعاطلين عن العمل والأسر الفقيرة والمحتاجة، وإطلاق الحريات وإنشاء النقابات والاتحادات، يجب أن نقر بكل هذه المكتسبات ومن ثم نعالج السلبيات في جوانب الأمن والمعيشة والسكن.

وأردف يجب أن نشيع الثقة بين الأطراف المختلفة، فنتجاوز مرحلة التشكيك والتخوين والاصطفاف، داعيا إلى أن يكون الحوار من أجل العلاج لا من أجل تصفية الحسابات، يجب أن ننتقد الأداء لا الشخوص.

وبين الجودر أن الدول المتقدمة ما بلغت هذا التقدم والرخاء إلا حينما فهمت (حركة التاريخ) ونواميس الكون من أجل التدافع السلمي بين الحكومة والمعارضة، ولكن في مشهدنا الداخلي نرى أن بعض القوى تحولت من المعارضة إلى المخاصمة، فهي لا تقر بانجاز، ولا تؤمن بمؤسسات، ولا تقف مع أي قانون، وهذه ليست معارضة ولكنها مخاصمة سياسية لا سقف لديها ولا نهاية لمطالبها.

وأضاف من هذا المنبر فإننا ندعو جميع الفعاليات إلى (عقلنة الخطاب الوطني)، وتبصير الناس بالمخاطر التي تحيق بهم من الخارج، ورفع وعيهم السياسي بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن التحذير الرباني يقول: «ولا تكونُوا كالذِين تفرقُوا واختلفُوا من بعدِ ما جاءهُم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم» (آل عمران:105).

وأشار إلى الدعاوى الإيرانية الأخيرة فقال إن هذه الدعاوى مع بطلانها وزيفها وكذبها فإنها تؤكد أن هناك عقلية شعوبية مريضة لاتزال مسيطرة على القرار الإيراني، فالمتتبع للتصريحات الإيرانية المتتالية يراها تواكب بعض الأحداث الداخلية التي تمس الأمن والاستقرار وكأنها من أجل مزيد من الزيت على النار.

وقال إن المسئولية اليوم يتحملها الجميع، مسئولية قائمة على الكتاب والسنة، ومسئولية وطنية قائمة على تقوية الجبهة الداخلية مع ولاة الأمر من أجل صالح الوطن، مع الحذر من الفرقة والخلاف لقوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعا وَلا تَفَرَّقُوا» (آل عمران:103)، فاتقوا الله أيها الأحبة، والتزموا التآخي، وانشروا التسامح بينكم، واجتمعوا على الإسلام، فإياكم أن يؤتى الوطن من قبلهم.

وتطرق إلى عبادة الله وتوحيده فقال إن المولى تبارك وتعالى حينما أرسل رسله، وأنزل كتبه، وبعث ملائكته، كان ذلك من أجل عبادته وتوحيده «وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون» (الذاريات:56)، فنوح وإبراهيم، وهود وصالح، وشعيب وموسى، وعيسى ومحمد جميعهم يقولون لأقوامهم: «يا قومي أعبدوا الله ما لكم من آله غيره» (الأعراف:59،65،73،85)، (هود:50،61،84)، دين واحد، ورسالة واحدة، وصى بها الأنبياء أقوامهم، «إن الدين عند الله الإسلام» (آل عمران:19)، دين قائمٌ على توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، دين مبنِيٌ كذلك على أن لا نعبدَ الله إلا بما شرَع في كتابه وسنة نبيه.

وأضاف، ما كان لهذا الدين أن يظهر وينتشر لولا توفيق الله تعالى أولا، ثم بدعوة النبي الذي عرف (حركة التاريخ) وسنن الكون، فقد أقام هذا الدين على العلاقات الأخوية، بين الراعي والرعية، السيد والعبد، الأسود والأبيض، فأقام دعوته العالمية على أسس العدل والمساواة والحرية. وأوضح، لقد أولى نبيكم جانب الأخوة الإسلامية جل اهتمامه لأنها الأساس في بناء الأمة الإسلامية، فأزال من الصدور دعاوى الجاهلية، وزكى النفوس من موروثات الحقد والثأر والانتقام والأنانية، فأقام مجتمعا متينا، وبنيانا متراصّا، وجسدا واحدا، لا فرق بينهم إلا بالتقوى، فقال: «لا تحاسَدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابَروا، ولا يبع بعضكم على بيعِ بَعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلِم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، كلُ المسلم على المسلم حرَام: دمه وماله وعِرضُه» رواه مسلم، ثم تعهدهم بالمعاني الإسلامية العالية بأن يتراصوا ويتواصلوا ويتعاونوا، وأن يتناصروا ويتراحموا.

وبين هكذا كانت تربية نبيكم محمد لأفضل القرون، أصحابه وآل بيته، أمرهم بالبناء والإصلاح، وأمرهم بالوحدة والاجتماع، وأمرهم بوأد الفتنة والخلاف، مسلك نبوي شريف، عرّف الجيل الأول عِظم وأهميةَ الأخوةِ الإسلامية، فقد آخَى النبيُ بين الصحابة وآل بيته، وآخى بين المهاجرِين والأنصارِ، وآخى بين الأوس والخزرج، في أخوة عامة، ثم رفعهم بأخوة خاصة إلى أعلى الدرجات حينما صاهر بينهم، فتزوج (ص) من عائشة بنت الصديق وحفصة بنت الفاروق، وزوج أبنتيه رقية وأم كلثوم إلى ذو النورين، وفاطمة إلى أبو الحسنين، وما ذلك إلا لوصية النبي حينما قال لهم: «لا يؤمِن أحدكم حتى يحبَ لأخيه ما يحب لنفسه» رواه البخاري ومسلم.

العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً