العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ

«ماذا بعد؟» الـمُقرِفَة

سلمان عبدالحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب

«ماذا بعد؟» كلمة ذاع صيتها في واقعنا السياسي المعارض، وطالما يردّدها من ينظّرون للمكاسب - سواء كانت سياسية أو غير سياسية - نظرة آنية، ويرددها أيضا المستسلمون للواقع، والمثبطون، والراغبون في بقاء الأحوال على ما هي عليه بقصد أو من دون قصد، فالهدف من ترديد هذه الكلمة هو التأسيس بأن الخطوات السياسية - مهما كانت كبيرة - لا ولن تزحزح الواقع، وهي تستبطن في حركة المصالح إبقاء الوضع على ما هو عليه بغية تحقيق مكاسب ذاتية أو الحفاظ على مكاسب قديمة. وفي كلتا الحالتين «ماذا بعد؟» تعني التوقف عن الحراك السياسي، لأن ما بعده مجهول بحسب هؤلاء.

نعم، قد تكون «ماذا بعد؟» جزءا من التكتيك السياسي المفقود عند المعارضة في كثير من الأحيان، وهذا يتطلب أن تدار كلمة «ماذا بعد؟» في إطارها الداخلي، أي في إطار رسم الاستراتيجيات وحساب الخطوات، وهناك بون شاسع جدا بين إطلاق كلمة «ماذا بعد؟» بعد كل خطوة صغيرة كانت أو كبيرة، وبين أن تمثل «ماذا بعد؟» تحديا داخليا لتحريك الملفات السياسية في دائرة الإبداع السياسي، وخلق أكبر رصيد من الاحتياطات لكل الاحتمالات الطارئة، فهنا تكون هذه الكلمة محمودة، شرط ألا يرددها كل من هبّ ودبّ، وإلا أصبحت جزءا من الإرباك السياسي قبل أن تأخذ الخطوات المنجزة مداها في الفعل السياسي.

هذه دعوة للكثير من القطاعات - شعبية كانت أم نخبوية - إلى عدم تكرار هذه الكلمة في كل مناسبة، لأنها تسبب قرفا سياسيا لا حدود له، وتئد الكثير من الخطوات قبل تمامها، وتحرقها قبل أن تنضج وتأخذ مفعولها السياسي المؤثر، وفي قبال ذلك، لا يعني هذا الكلام عدم المراقبة للوضع السياسي والأداء العام للمعارضة، فترك المراقبة والنقد قد يضيع «البعد» والـ «ماذا بعد؟»، فكيف يوازن الناس ولا يخلطون الأوراق؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"

العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً