العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ

إيقاعات الديمقراطية بين الدوحة والمنامة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

تنعكس العلاقات السياسية بين الدول على العلاقات الاجتماعية للشعوب، ويظهر ذلك جليا حين الأزمات السياسية، وبالتالي فإن التأثير على العلاقات الاجتماعية من باب السياسة وتحولات العلاقات بين الدول، هي مسألة غاية في الأهمية بالنسبة للإنسان. وهناك في الدوحة كما هنا في المنامة، أثر النهضة يبدو على وجنتي العاصمتين، نهضة عمرانية وتنموية وسياسية واقتصادية... إلخ. والتقدم في العاصمتين واضح لا يحتاج إلى بيان، وكل ما يشهده البلدان من نهضة، هو نتاج للممارسة السليمة من قبل نظامي الحكم فيهما.

واختطت دولة قطر طريق الولوج إلى الديمقراطية من خلال بوابة الانتخابات البلدية، فكان أن تألف المجلس البلدي المركزي من (29) عضوا منتخبا انتخابا حرا ومباشرا، وفي المساق ذاته، كانت نقطة البداية والتحول ناحية الدمقرطة بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني في البحرين، انتخابات المجالس البلدية، إذ البحرين مقسمة إلى خمس محافظات، لكل منها مجلس بلدي منتخب يتألف من عشرة أعضاء وينتخبون انتخابا حرا مباشرا.

وتعتبر انتخابات البلديات أولى الخطوات في طريق الثقافة الديمقراطية، إذ تبدأ من المجتمع المحلي، والبلديات المنتخبة هي نواة الديمقراطية في الدول المتقدمة، وعلى ذلك، لا شك أن أصعب الخطوات أولها، وقد فطن الأشقاء في قطر إلى ذلك فسارعوا إلى تلبية نداء الواجب الوطني، وانتخبوا مجلسهم البلدي السابق ومن ثم الحالي، كما فطن أهل البحرين لأهمية الانتخابات البلدية في تنمية الديمقراطية وتخريج أجيال (مدقرطة)، ليست استبدادية ولا إقصائية.

من هذا المنطلق، تأتي زيارة وفد بلدية المحرق، بالإضافة لكونها تجسيدا لعرى الأخوة، فإنها تعتبر تمهيدا لمرحلة من التعاون والتنسيق الجاد والهادف في سبيل نشر الوعي البلدي وأهمية تمثيل الإرادة الشعبية من أصغر المهمات إلى أكبرها، لذلك كانت الموضوعات المطروحة على المجلس المركزي متشابهة إلى حد بعيد مع مثيلاتها في المجالس البلدية بمملكة البحرين. وفي هذا الشأن، ينبغي التأكيد على ضرورة تبادل مثل هذه الزيارات الهادفة مع التركيز على الموضوعات المشتركة. مثل تلك الزيارات تعتبر رافدا أساسيا من روافد العمل البلدي، واكتشاف ما لدى الآخر من حلول لإشكالات ومسائل متقاربة إلى حد بعيد، إذا ما أخذنا في الاعتبار: العادات والتقاليد والدين واللغة، وفي الوقت نفسه تعتبر هذه العناصر أساسية في تنمية الديمقراطية في كلا البلدين.

ولكن تبقى إشكالية انتخاب المرأة، وقطعا ليست الإشكالية في كون المرأة إمرأة، بل هذه النظرة الاستعلائية من الرجل الذي يجعل من ذاته مصونة وذات المرأة (مهيونة) مهما قدمت من تضحيات ومهما تجلت إبداعاتها في آفاق العمل الوطني وعلى مختلف الأصعدة. وما من مثال أروع من أن يساق في هذا المقام إلا المرأة الحديد شيخة يوسف الجفيري عضو المجلس البلدي المركزي، التي قادت حملاتها الانتخابية بكل جدارة حتى انسحب من أمامها المرشحون الرجال. وهي أول امرأة منتخبة في الخليج، والتي تترأس إحدى أهم لجان المجلس (اللجنة القانونية). هذه هي المرأة فأين الرجال؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً