العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ

طبعة ثالثة من «لا أثق بطائر الوقواق» للمناصرة

بعد محطته الاولى في رام الله العام 1999، ووصولا الى رائحة احباره في محطته الثانية في الخليل العام 2001، اعادت دار مجدلاوي للنشر والتوزيع في عمان، طبع ديوان «لا أثق بطائر الوقواق» للشاعر الفلسطيني المعروف عزالدين المناصرة، الذي قال عنه شيخ النقاد العرب الراحل احسان عباس: «بشيء قليل من التسامح، يمكن ان يعد عزالدين المناصرة واحدا من رواد الحركة الشعرية الحديثة».

وتأتي هذه المجموعة الشعرية في الترقيم العاشر من اعمال المناصرة اذ سبقتها مجموعة (يا عنب الخليل) الصادرة العام 1968 في القاهرة و(الخروج من البحر الميت) و(مذكرات البحر الميت) في العام 1969 و(قمر جرش كان حزينا) العام 1974 و(بالأخضر كفتاة) العام 1976 و(جفرا) العام 1981 و(كنعانياذا) العام 1983 و(حيزي) العام 1990 و(عويات كنعانية) العام 1991، اضافة الى عشرات الكتب والدراسات والأبحاث والموسوعات النقدية، اضافة الى اعماله الشعرية الكاملة، التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

قصيدة «لا قناديل فيها ولا أسئلة»، كانت البداية الأولى في «لا أثق بطائر الوقواق»:

أيها الشعراء

كل توقيعها كنت فجرتها لم تصل

لم يكن ميتا بحر كنعان، قبل هطول غيوم الطحين

أريحا تشاطره التمر واللوز والموز في شرفات الرحيل

وأنا غارق في دمي، أرقب الزخرفة فوق حيطانهم في سماء النخيل

لئلا تميل، لئلا تميل، لئلا تميل.

وتنسج المجموعة لؤلؤ عقدها بالقصائد الآتية:

اليمام الذي غربا/ كلبة هذه السيدة/ موشح سقف السيل/ منامات الليلة القادمة/تعلم حكمة النسيان/ شطّ ريقي عليها/ليلة الافتتاح/ ما للقصيدة لا تطاوعني/ سوالف الوثني/ هكذا، يا عزيزي/ بعد البحيرة... مطعم متوحش/بأغنيتي أسحر العناقيد وفيها ينشد:

«على نجمة

من عقيق

أعد الحصى

ثم ألقيه في البحر، حتى يفيق

أشم الطريق التي لامست كعبها

وأشم الهواء الذي شمها في سماء الحقول».

وفي قصائد اخرى ضمن المجموعة، نجد المناصرة يبحث في اشعاره عن: «حلزون أنيق» وعنه يقول:

«حلزون انيق

يتفتق كالبحر فجرا

له شاربان

وله مجهر ورماد وروث

له في الحديقة

كأس وغليونه خشب السنديان

وله نفثة مثل هذا الفحيح

سلس كالقطار على الرمل ينساب

كي يستريح»

وبعد الحلزون، يجد «المناصرة»، «ضفدع الجاليري» ويعود بذاكرته الى الجزائر، فيرصد فيها: «عاصفة عصافير تلمسانية» وينزوي «مثل قديس» لينشد، بعد رحلة طويلة عبر الآفاق الكنعانية والوجودية والصور العاجة بالحنين الى الوطن وندى الاشجار الحبلى بالحكايات:

«مثل قديس

رأى ما لا يرى

بعد الكؤوس

في شباك الصيد

قاع الظلمة المشتعلة

شجر الألوان مأخوذا من الروح التي

من طيوب الدير

تسري في القرون الغافلة

مثل قديس رأى قبرا فسيحا

لن تراه القافلة

أخضر الطوب

يصلي

خلف سور الحجرات المقفلة»

كما تضم المجموعة قصائد اخرى: «صباح اصفر يليه ثلج» و«طفولة هذا السياج» و«وقال في مديح التجربة» و«شكوى خليي الى دالية الأرجوان» و«مكانا أتنفس فيه» و«قصيدي زعلاني».

وتظل الطبعة الثالثة من المجموعة مؤشرا على تراث شعري، متواصل مع موروث جمالي معبأ بالجماليات واللقطات الشفيفة ونراه يتجدد باشتعالات الصور والأناشيد والموسيقى الفطرية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً