العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ

السمرة يعرض تجربة «الزمن والضوء للفنانة شومان»

ضمن احتفاء دار الفنون / مؤسسة خالد شومان الثقافية (أبرز المؤسسات الثقافية في العاصمة الاردنية عمان) بعرض «الزمن والضوء» للفنانة سهى شومان، وبعد مرور اكثر من شهر ونصف الشهر على استمرار التجربة الفنية النادرة «الطريق» التي استندت الى فن الفيديو آرت، وفيه وصلت شومان الى ريادة هذا الفن على المستوى الفني في الاردن والبلاد العربية وبتنظيم ثقافي - فني، استعرض الفنان السعودي فيصل السمرة في امسيته تشكيلة فريدة، الأصداء المتجددة لتجربته في هذا الفن المستقبلي.

الشاعر والروائي ابراهيم نصرالله، قدم السمرة، مشيرا الى الحياة التشكيلية المثيرة للجدل، التي يعيشها الفنان ما بين تجريب وحداثة والكثير من التجارب في الفيديو آرت والانشاءات الفراغية.

من جهته قال السمرة امام جمهور واسع يرتقب حيثيات هذا الفن الواعي المتجدد: «العمل الفني لا يشرح، بل على الفنان اعطاء بعض المفاتيح لقراءته، والفيديو آرت، مجرد وسيلة أخرى لتنفيذ العمل الفني، وذلك للضرورة الداخلية للعمل الفني الذي يظهر مثل هذه الحقيقة».

وأضاف «يجب ان يكون الفيديو ضرورة داخلية تحتم استعماله، فمن خلال العمل الفني، هناك زمان ومكان خاص وفي مكان آخر يصبح له ظرف آخر... وبحث مستمر ومتواصل بالقيد... هناك ملحن واضافات لم تكن موجودة».

واستعرض الفنان السمرة الفوارق الاساسية بين أي عمل فني وفن الفيديو آرت، فالفيديو ادى الى اختزال العمل الفني ليتحول الى ضوء، وهو اختزال الى اقصى درجاته، وكذلك فإن عدسة الفيديو هي بمثابة عين الفنان وفي الوقت نفسه عين المتلقي الاول وهي تضمن العمل وتتابعه وتستيقظ في كل مرة تتم خلالها مشاهدة العمل الفني.

وقال السمرة: «الفيديو آرت عنده اكتفاء ذاتي. فالمشاهد او المتلقي يدخل مكان العرض وكأنه يتلصص على شيء ما يحدث... وهناك شيء آخر غير محدد يراقب العمل... ما ينتج عن ذلك الكثير من الفوارق، كالحركة والصوت، التي يأتي تفاعلها مع المكان مختلفا عنه في مكان آخر».

خلال الأمسية عرضت للفنان السمرة، عروضه التي ولدتها تجربة شخصية إبان زيارته لوادي رم والبتراء وهي: «المسافة بين نقطتين» و«برتقالة الرمل» وتحمل اطياف كل عمل، حيوية التجدد الفني التشكيلي انطلاقا من رؤى مستقبلية لعلاقة الزمان والمكان عند الفنان.

هناك اقتراب في طبيعة التجربة التي تقدمها دارة الفنون للفنان شومان، وتاليا الفنان السمرة، في «الطريق» و«الزمن والضوء» حيوية التعامل الجدي مع مكنون فن الفيديو وتحويله الى عرض تشكيلي جدلي، يدخل نسيج وحياة الانسان المعاصر... وهي حالات وجود ولا مرئية تعيدنا الى فهم آلية تعامل الفنان مع احساسه الداخلي.

في «الزمن والضوء» للفنانة سهى شومان حال انسانية تعلي من شأنها الاصوات الفطرية والبرية والصور المتتالية الناظمة للخطوط والاشارات والحركات... وكأن الانسان، في مركز الكون، يتنسك باحثا عن الخلاص، متلفعا بالجمال والرقي، يسترجع ذاكرته الحاضرة ونبض الاحبة الذين عاشوا معه، «عاشوا معه» وسط فروسية الحياة والأزل... ليتحولوا الى مخيلة فلسفية، فيها تصوف وحنان وخلود وسفر ازلي نحو الروح ولا شيء اخر.

جاءت اتاحة الفرصة للتعرف على فنون الفيديو آرت للفنان السمرة على هامش عرض الفنانة سهى شومان، ولتمنح المتلقي العربي فرصة تبادل الأدوات والأمكنة... وتفجير مشاعره الذاتية، وقد اكتمل ذلك بجلوس الجمهور/ المتلقي الاول والخفي على أرضية البيت الرئيسي في دار خالد الثقافية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً