المواطن البحريني الطيب المسلم المسالم ماذا يريد؟ إنه يريد الحصول على النعمتين المجهولتين الصحة والأمان... النعمتان اللتان لا يعرفهما إلا فاقدهما... المواطن البسيط يريد نعمة الاستقرار في السكن الطيب والأمان، ونعمة الصحة والعيش الشريف والأمان في التعليم والصحة في التوظيف «ليس التوظيف في الصحة» والأمان لأهله وأولاده ووالديه... وكم دينار زيادة في الجيب... وينام قرير العين مرتاح البال بلا خوف أو رعب والحمد لله والشكر لك يا رب.
هذا ما يريده المواطن بلا احزاب سياسية ولا جمعيات معارضة ولا توقيع عرائض ولا الزام لتوقيع المشكلات بلا تخويف أو ترهيب أو مزايدات. لنكن واقعيين فإن الشعب والموظفين غير محتاجين لهذه الأمور التي لن تفرز إلا المزيد من العداوات والكراهية والتوتر الذي سينعكس بدوره على الحياة العامة والخاصة. والمواطن الذي هو نواة الشعب يريد ان يسكن ويأكل ويشرب ويتعلم ويتوظف ويريد من يرفع مستواه المعيشي وثقافته وهذه عادة ما تكون من أولويات برامج الأحزاب السياسية للخوض في أية انتخابات لجميع الدول تقريبا. ماذا يستفيد المواطن المسالم من توقيع العرائض؟ وماذا يستفيد من الانضمام الى الجمعيات السياسية اذا لم يكن هدفها بالدرجة الأولى رفع مستوى معيشته وأمنه وأمانه؟ وماذا يستفيد اصلا المواطن المسالم من أعضاء مجلس النواب المنتخبين ان لم يركزوا على رفع المستوى المعيشي للمواطن، الذي صوت لهم بدلا من ان يضيعوا الوقت في التفكير في رفع مستواهم المعيشي ونسيان المواطنين الذين هم بالأساس من انتخبهم؟ ماذا استفيد أنا من نائب منطقتي الذي اعطيته صوتي وأوصلته الى المجلس؟ هو تسلم السيارة الجديدة ومخصصات المنصب والسفر وعلاوات وكشخة ومخصصات المكتب... مع اني متأكد وأجزم بأن ما في مواطن في البحرين يعرف أين يقع مكتب مرشح أو نائب منطقته... هذا اذا وجد المكتب اصلا... اعتقد ان النائب في المجلس اخذ مخصصات المكتب وصار يداوم في مزرعة الدواجن. طيب اذا كان المواطن لديه شكوى او طلب ويريد من نائب منطقته ان يساعده ولكنه لا يعرف أين يقع مكتب النائب فأين يذهب؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى النائب لدينا في البحرين ليست له «رزه» وسلطة على الدوائر الحكومية أو الوزارات مثلما هو في دول أخرى... يعني النائب عندنا ما يخوف ولا يعتبر واسطة للناخبين لتيسير اعمالهم وتمرير بعض الطلبات المستعصية في بعض الوزارات وذلك بسبب دفاع الحكومة المستميت عن وزرائها ضد النواب. لذلك لا يمكن ان نعتمد على نوابنا في رفع مستوى معيشتنا لأنهم بالاساس لا يفكرون الا في أنفسهم، وعلى هذا الاساس دعونا نعتمد على الحكومة في ذلك على الأقل في هذه الدورة الانتخابية ولنضع ثقتنا في حكومتنا الرشيدة التي وفرت لنا الامان والصحة. وفي الجولة الانتخابية المقبلة ليركز جميع المترشحين في برامجهم الانتخابية على رفع مستوى المعيشة وعلى قوة واسطة المترشح لدى وزارات الدولة والدوائر الحكومية لتمرير طلبات الناخبين في منطقته. انتخبوني أنا وسأعمل لكم كل الذي لا يعمل. الذي راتبه دينار راح اعمله ألف دينار، واللي طالب سكن حكومي راح اخلي بنك الاسكان يعمل له قصر في منطقة السيف. أما الذي يطلب وظيفة أجعله سكرتيري الخاص وسوف وسوف وسوف.
لكن المشكلة اني ساكن في منطقة انتخابية جميعهم من الاغنياء والأقوياء، والذين بكل تأكيد لا يحتاجون إلى خدماتي... إذا لا تنتخبوني
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 600 - الثلثاء 27 أبريل 2004م الموافق 07 ربيع الاول 1425هـ