من الذي يأتي بالعمالة الأجنبية السائبة؟ من الذي يضخها في سوق العمل البحريني وفي الشوارع وعلى الأرصفة؟ من؟ النجار وافد والكهربائي وافد والمواسرجي «البايفيتر» وافد والخباز والسماك وصاحب الخضرة... والعامل والحارس وكل من حواليك هم وافدون من دول آسيوية... ونحن هنا لا نقصد خدم المنازل والسواقين لأن هذه المهن يجب ألا يعمل فيها البحرينيون... نحن نتكلم عما هي ذات مردود مادي جيد وقد برع فيها أهل البحرين على مرِّ العصور والأجيال... ولكن مزاحمة الوافدين السائبين لأبناء الوطن جعلت أبناءنا إما كسولين معتمدين على الغير وهاربين من تحمل المسئولية، وإما مكسوري الخاطر لا يقوون على مزاحمة الوافدين وذلك لجهلهم بالمردود المادي الصحيح لهذه المهن المربحة...
ولكن سؤالنا الأساسي هو: من الذي يملك القدرة والسلطة لجلب هذه العمالة الوافدة وبهذه الأعداد الكبيرة؟ لست أنا «وازنت مي» بكل تأكيد... طيب ما الحل؟ في اعتقادي يجب أن نتبع النظام المعمول به في الشئون الطبية والشئون العسكرية... وهذا النظام بسيط جدا ويتلخص في وضع كل شخص أثناء العمل بطاقته الكاملة على مكان بارز في منطقة الصدر أو الرقبة حتى يعرف محدثه مع من يتكلم أو مع من يتعامل... وهذا أسلوب راقٍ في العمل والمخاطبة والتعامل... ولو تعاملنا بهذا الأسلوب المتمدن مع جميع العمال الوافدين وأصدرنا قانونا يجبر الجميع على وضع بطاقة شخصية وهوية على صدر كل عامل ومهني وافد... ويجب أن تحمل هذه البطاقة كل المعلومات والبيانات... مهنة الوافد، اسم كفيله، مدة إقامته، متى بدأت، ومتى تنتهي، وصورته... ويفترض أن يكون هذا قانونا ويطبق بسرعة حتى نمنع الفوضى والهروب من الكفيل، وكذلك نمنع الضخ المربح... لأنه بحسب ما سمعنا أن بيع «اليزا» الواحدة يساوي ألف دينار، وهذا غير مبلغ التجديد... وعليكم الحسبة.
أما أبناء البلد فعليهم عدم الكسل والمراوغة والإتكال والاعتماد على الغير، لأن هذه المهن التي تُسلَّم إلى الوافدين مربحة جدا ومدخولها المادي كبير، ونعتقد أن العمال الوافدين لا يؤدون لنا العمل بمبالغ بسيطة بحسب ما هو متداول بيننا.
هذا بالنسبة إلى الوظائف البسيطة والعمال المهرة، ولكن ماذا عن الوظائف الكبيرة المهمة والتي تتطلب الشهادات العليا والخبرة الواسعة... كيف يتم توزيعها وتسلمها... ولمن تعطى؟ هنا بيت القصيد. إن كنت صديقي فوظيفتك محجوزة مثلما عملت أنا؟ وإن كنت قريبي أو ابن عمي أو ابن خالتي أو ابن عمتي فوظيفتك جاهزة... أما إن كنت من أقرباء زوجتي فهذه عاد أحسن الوظائف موجودة لك علشان ما تزعل الهانم... وإذا كنت أنا من النوع الذي يخطئ بسهولة فإن المتكتم على أخطائي لابد أن يعتبر بالنسبة إليّ شخصا مهما، فأعيّنه «أمين السر العام» ووظيفته تكون كتم أسراري... وإن لم تكن أنت صديقي أو قريبي أو نسيبي أو ممن يعرف أخطائي ويتكتم عليها... فاسمح لي، لا توجد لك أية وظيفة عندي مهما تكن شهاداتك أو ثقافاتك أو خبراتك... أو الذكاء الحاد الذي تتمتع به... خلاص ما لك عمل عندي... تصرف... روح إكتب في «الوسط»
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 599 - الإثنين 26 أبريل 2004م الموافق 06 ربيع الاول 1425هـ