العدد 599 - الإثنين 26 أبريل 2004م الموافق 06 ربيع الاول 1425هـ

الوزراء ما بين «شالوه» و«صادوه» و«رزوه»

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

ولبست الديمقراطية لبس الفرو مقلوبا، فلقد كثر المتباكون على عملية استجواب الوزراء الثلاثة، وراح بعض نوابنا الافاضل يشقون جيوبهم حزنا ويخمشون وجوههم كمدا وحسرة ووجعا لما اقدم عليه بعض النواب الوطنيين من مواقف. دعونا نقرأ هذا الخطاب الاعوج للديمقراطية. وراح بعض مثقفينا الذين ما فتئوا يقيمون النياحة كل صباح للسابقة الخطيرة التي لم تحدث في أي برلمان في العالم... إنه سوء الخلق، إنها والله العدمية... من أمة خانعة لا تستحق الحياة ولا الرحمة ولا تستحق شرف الانتماء للوطنية! وإلا كيف لها أن تجرأ على استجواب الوزير؟ ألا تفكر في الاستثمار؟ لقد أصبح العالم يرى في استجوابات الوزراء انقلابا على الديمقراطية... لأن الديمقراطية تعني ترسيخ الاقطاع، الديمقراطية تعني غض الطرف عن افلاس اموال المتقاعدين واليتامى والارامل، الديمقراطية تعني ان يمتد المنتفعون على طول البلاد وعرضها من دون أية مساءلة... فسؤال: من أين لك هذا؟ جريمة وطنية ترتكب بحق الوطن. اليس هذا الخطاب يستحق الرحمة والشفقة؟ عجبي يزداد من هذا المنطق الأرعن، كل العالم يقول: الديمقراطية تعني الرقابة، المساءلة، الاستجواب، سحب الثقة بينما بعض نوابنا ومثقفينا في البحرين يقولون عكس ذلك. إنهم يضعفون التجربة، هم من يضرون بالديمقراطية البحرينية، إنهم بهذه الخطابات يجعلون الناس تفقد ثقتها في جدية البرلمان بل في جدية بعض النواب، إنهم يضعفون انفسهم امام قواعدهم الشعبية. فأنا على يقين ان الكثير من هؤلاء سيسقطون في الدورات المقبلة لأنهم تملصوا من حقوق ناخبيهم، فماذا سيقولون لمن انتخبوهم خصوصا من المتقاعدين؟ انهم يدفعون باتجاه تقوية الوزراء على حساب الناس وعلى حساب المصالح الشعبية، لهذا اتمنى من المجتمع ان يكون منتبها لأسماء من يعمدون إلى تقوية الوزير وبقية الوزراء. لماذا كل هذه البكائيات الممسرحة لاستجواب الوزير؟ هل تعلمون بحجم الاحباط الذي يعيشه المتضررون لما جرى لإفلاس التقاعد والتأمينات؟

لو كنتم مكانهم ستتخذون هذا الموقف؟ راتب الواحد منكم يزيد على الثلاثة آلاف دينار عدا الامتيازات الاخرى وبعد ذلك تقفون مع الوزير؟ ولماذا لا يستجوب الوزير ولا تسحب الثقة منه أو من بقية الوزراء؟ اليس ذلك حقا دستوريا؟ اذا كان حقا دستورياَ وموقفاَ يصب في خانة مشروع الاصلاح فلماذا تضعون بقية النواب الوطنيين في خانة التآمر واساءة السمعة للبلد وبأنهم يهربون الاستثمار؟ يا جماعة... الديمقراطية تجلب الاستثمار وهذه الف باء الديمقراطية لا انها تهرّبه... الديمقراطية ليست شرب شاي و«رزة» على الكراسي وتبادلا للابتسامات... الديمقراطية محاسبة، تدقيق، لا يوجد فيها لف ودوران «فشّلتون» العالم و«فشّلتون» البحرينيين وثبّطتون منتخبيكم بهذه الخطابات القروسطية القديمة.

دائما ما اقول: اللي يعمل في البزنس المفروض ما يصير نائب والله الشغله تخرب ورحم الله ارسلان اذ قال: «الوطني يفكر في الاجيال القادمة والسياسي في الانتخابات القادمة». لو كنت مكان الوزير لاستقلت... فبعد كل ما طرح وبعد اجابات الوزير وبعد ما عرف الناس ما عرفوا من خطابات ضعيفة واداء أضعف رحتم تقلبون الطاولة بأن «الوزير فنّد اسئلة الاستجواب بقوة المنطق و...». وحمدت الله اني ذهبت ذات يوم إلى البرلمان لأرى الوزير كيف سيطرح اجاباته على قضية التقاعد، فقد كان مرتبكا، انشائيا في طرحه، متوترا، راح يتكلم عن شهادات الماجستير وحتى قاطعه رئيس البرلمان... واليوم بقدرة قادر تحول إلى رجل «مُفْحِم للنواب وبالأدلة والبراهين»!

حقيقة ان الذي يضعف البرلمان ويقود الناس إلى عدم التفاعل معه حتى يصيبهم الاحباط هم هؤلاء النواب وما تطرحه الصحافة من خطابات مجحفة بحق الديمقراطية البحرينية عندما تفبرك الاخبار وتعتبر الاستجواب سبة فتشهر بالنواب الموضوعيين.

فعلا هناك أناس ينطبق عليهم «شالوه» وأناس ينطبق عليهم قول «رزّوه»

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 599 - الإثنين 26 أبريل 2004م الموافق 06 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً