العدد 598 - الأحد 25 أبريل 2004م الموافق 05 ربيع الاول 1425هـ

«بيت من صفيح»... لماذا؟

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يتصور أحد كبار الموظفين القدامى أنه يطمس الحقيقة الساطعة، وهو يمارس عملية «تطيين» عين الشمس، وهو أكيد مخطئ ولكن ماذا نقول؟! ويحاول أن يسبغ على نفسه صفة، تضاهي صفات الرعيل الأول من متصوفة المسلمين، وكأنه أبوذر الغفاري (رض)!

يقول الموظف الكبير: «إنني أسكن في بيت صفيح و... و...»، يا أخي إذا كان راتبك يعادل عشرة موظفين يسكنون في بيوت ليست من صفيح، وأنت تسكن في بيت من صفيح، فإن الأمر لا يخرج عن اثنتين، الأولى: انك بخيل لحد الإقتار، من «قتر يقتر فهو مقتر»، والثانية: انك كنت تصرف راتبك في غير محله، ولا نريد أن نسأل في أين كنت تصرفه؛ ولكن السؤال هنا: أمثل هذا المسئول يستطيع أن يدير ملايين الدنانير وهو لا يعرف كيف يدير راتبه؟ ويوفر له ولعياله بيتا ليس من صفيح!

وقد تكلم الموظف الكبير بكلام يشبه إلى حد كبير كلام شيوخ المتصوفة، فيقول ما معناه: إنني لا أملك شيئا، لا عمارات ولا أموال ولا... ولا... لا أموال في كندا، ولا أحد من أقربائي يدير أموالي وممتلكاتي في الخارج، ولم أشترِ «اليلا الكبيرة» التي تقع خلف يلتي أو الصفيح الذي أسكنه!

الناس في البحرين تعرف أن «الواحد» إذا أساء التصرف أو تجاوز ماليا أو إداريا، يسكت (أو كما تعبّر العامة ينثبر) ولا يكابر، و«يحمد ربه» أنه لا يطبق عليه الحد الشرعي ولا الوضعي، وأما في مثل حال المسئول المذكور فينطبق عليه القول المأثور: «إن لم تستحِ فافعل ما تشتهي»!

ويواصل المسئول الكبير عمليتي الاستهتار والاستخفاف بمشاعر وعقول المواطنين، محاولا عمل دعاية شخصية لمهماته في الوزارة والتي كان يتقاضى مقابلها مرتبا أو مكافأة، فيقول إن رواتب الموظفين في إدارته بلغت الأعلى في وزارات الدولة، ويبرر ذلك بتحسين ورفع مستوى معيشة المواطنين العاملين معه في الإدارة، ولكن فاته أن يقول لنا على حساب من ترتفع رواتب ثلة من المواطنين العاملين في إدارته؟ أليس على حساب الألوف المؤلفة من المواطنين الآخرين الذين تقصم ظهورهم أرباح القروض؟!

وفي الوزارة ذاتها، كان الوكيل المتقاعد يقوم بتوزيع البيوت على أساس عائلي ضيّق، فكان أن غدت مجموعة من بيوت وشقق الإسكان في إحدى المناطق من المحرق باسم أفراد تلك العائلة، بل وصل الأمر إلى أن اقتطع هذا المسئول لنفسه أرضا في موقع جغرافي مميز، فهل نال هذه الأرض عن طريق القرعة التي يُلزَم بها المواطنون، الذين هم من «دون ظهر» طبعا؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 598 - الأحد 25 أبريل 2004م الموافق 05 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً