العدد 597 - السبت 24 أبريل 2004م الموافق 04 ربيع الاول 1425هـ

المؤسسات الحكومية وغياب الثقافة السياسية

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

ثلاثة أجيال بحرينية نشأت خلال ثلاثة عقود، السبعينات والثمانينات والتسعينات، تعاني من مشكلة حقيقية تتعلق بهويتها الوطنية وثقافتها السياسية، فالغالبية العظمى من هذه الأجيال مازالت تجهل تاريخها الوطني الحقيقي، ومازالت تجهل ماذا حدث في البلاد مع قيام الحركة الإصلاحية العام 1938م؟ ومازالت تجهل لماذا أنشئت هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينات؟ ومازالت تجهل أيضا أسباب ونتائج انتفاضة مارس/ آذار 1968م؟ ومازالت تجهل كيفية صوغ دستور 1973م وإقراره ومضمون بنوده؟ ومازالت تجهل التفاصيل التي أحاطت بالتجربة البرلمانية الأولى في البلاد؟ ولماذا أوقف المجلس الوطني السابق؟ ولماذا أُنشئ مجلس الشورى مطلع التسعينات؟ ولماذا حدثت المطالبات الشعبية وحوادث عدم الاستقرار السياسي منذ منتصف عقد التسعينات حتى نهايته؟ ولماذا قام جلالة الملك بطرح مشروعه الإصلاحي مع توليه مقاليد الحكم؟

أسئلة كثيرة وموضوعات أكثر تتعلق بالثقافة السياسية لشعب البحرين كانت غائبة عن التداول والنقاش طوال العقود الثلاثة الماضية. وكان لمناهج التاريخ والاجتماعيات في المدارس والجامعات، والمواد الإعلامية الصادرة عن المؤسسات الحكومية دور كبير في ذلك. والآن مضى على المشروع الإصلاحي خمس سنـوات كاملة، ولم يتغير دور المؤسسات الحكوميــة نحو معالجة هذا القصور والغياب!

ويبقى السؤال: هل ستصبح الأجيال المقبلة غائبة عن معرفة حقيقة التحولات الضخمة التي شهدتها البلاد طوال السنوات الخمس الماضية وتصبح جاهلة بمضمون الدستور والميثاق بسبب ضعف دور المؤسسات الحكومية؟

العدد 597 - السبت 24 أبريل 2004م الموافق 04 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً