إعلان شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) ارتفاع أرباحها في الربع الأول من العام الجاري على رغم فتح السوق أمام المنافسة يظهر من بدون شك مدى قوة الشركة المالية والتكنولوجية التي تتمتع بها هذه الشركة العريقة بل والمفروض أن تكون كذلك لتوفير نظام اتصالات موثوق به وسريع ليس للمصارف والمؤسسات التي يزداد عددها شهريا في المملكة وإنما كذلك للشركات التي تعتمد اعتمادا كبيرا على الاتصالات في أعمالها ويجعل البحرين واحدة من الدول المتقدمة في هذا المجال. غير أنه لو لم تقم بتلكو باستثمار مئات الملايين من الدولارات في السنوات الماضية لبناء هذه القاعدة لما استطاعت أن تحقق مثل هذه النتائج الطيبة على رغم أنها قامت بتخفيضات كبيرة وخصوصا خلال العام الماضي بعد فتح سوق الاتصالات والتي جعلت من أسعار الاتصالات تقريبا الأفضل بين دول الجوار على رغم صغر مساحة البحرين وعدد المشتركين فيها.

وبما أن نجاح بتلكو مرتبط بنوعية الخدمات التي تقدمها وبالأسعار التفضيلية فإن عليها أن تستمر في النظر إلى الأسعار بين الفينة والأخرى حتى يمكنها الاحتفاظ بزبائنها بل وتقديم بعض المميزات لهم لتشجيعهم على الاستمرار في استخدام خدماتها. كما أن نجاح الشركة هذا يظهر بوضوح أهمية فتح السوق للمنافسة لتقديم أفضل الخدمات وبأفضل الأسعار ليس في قطاع الاتصالات فقط وإنما في قطاعات صناعية واقتصادية أخرى فالاحتكار يؤخر تقدم الدول ويخلق بيئة عمل منغلقة بأسعار عالية لا تتناسب مع الخدمات والأسعار المطلوبة.

هناك قطاعات يجب فتحها أمام المستثمرين المحليين والأجانب مثل الكهرباء والماء ومنذ عدة سنوات، والمستثمرون المحليون والأجانب يأملون في فتح هذا القطاع المهم والذي سيجلب استثمارات خارجية نحن في أمس الحاجة إليها. غير أنه إذا تم فتح هذا القطاع فيجب أن يتم تطبيق الأسعار المخفضة الحالية وعدم زيادتها لمساعدة المواطنين على تحمل أعباء المعيشة المتزايدة يوما إثر يوم.

قد تكون هناك أسباب لتأخر فتح بعض القطاعات ولكن إذا وجدت فيجب الإفصاح عنها من أجل زيادة الثقة بين الشعب والحكومة فنحن في عصر الشفافية التي تشمل كل شيء، فلن يخفى شيء حتى لو أغمضت العيون وصمت الآذان