عبرت التيارات الدينية المختلفة في مدينتي النجف الاشرف وكربلاء عن رفضها لاسلوب التصعيد مع قوات الاحتلال لتجنيب هذه المدن المقدسة كارثة القتال التي أصبحت على مقربة من الانفجار بين قوات المهدي بزعامة السيدمقتدى الصدر والقوات الاميركية. واشارت مصادر من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق إلى ان هذا التصعيد لا يخدم الشعب العراقي حاليا، وان نتائجه ستكون كارثية فيما اذا اندلعت الصدامات المسلحة في كلتا المدنيتين بين قوات المهدي والقوات الأميركية. ونبهت المصادر بان هنالك من يريد جر الشيعة إلى معركة خاسرة لا تخدم سوى المتربصين بالعراق وأهله. وأكدت المصادر ان هنالك توافقا بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة الاسلامي والمرجعة الرسمية المتمثلة بالسيدعلي السيستاني. يقوم على اساس رفض التصعيد الحاصل أو المواجهة المقبلة ويبدو ان ما توصلت إليه المرجعيات المختلفة حول دور جيش المهدي وموقف التيار الصدري جاء بعد ان فشلت المفاوضات والاتصالات بين وفود من حزب الدعوة ومجلس الحكم، وكذلك من شخصيات اعتبارية مختلفة في اقناع مقتدى الصدر للالتزام بالشروط التي طرحها الجانب الأميركي والقاضية باخلاء كل المقرات والبنايات التي سيطر عليها ايضا، الصدر، وكذلك بحل جيش المهدي وتسليم اسلحته إلى قوات الاحتلال واخيرا قبول مقتدى الصدر بالمثول امام محكمة عراقية محايدة للدفاع عن التهمة الموجهة إليه بالتحريض على قتل السيدعبدالمجيد الخوئي في الحضرة العلوية. وقد صرح بعض المتحدثين باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وكذلك حزب الدعوة بان السيد مقتدى الصدر لم يستجب للنداءات المتكررة التي وجهها اليه عدد كبير من علماء الدين في النجف وكربلاء، وان اعيان المدن وتجارها قد ابدوا عدم ارتياحهم للحالة الراهنة، حيث انخفضت نسبة الزوار لهذه المدن المقدسة بشكل كثير خلال موسم الزيارات الدينية، الأمر الذي انعكس على الحالة الاقتصادية للمواطنين، علما بأن هذه المدن يعتمد اقتصادها على زوار العتبات المقدسة
العدد 597 - السبت 24 أبريل 2004م الموافق 04 ربيع الاول 1425هـ