لأصيلة حكاية... وللمالكية حكاية أخرى قد يجهلها بعض أهالي البحرين وهي أن المالكية تلك القرية الساحلية الواقعة غربي البلاد احتضنت كما قيل في كتب الأقدمين الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد فهو المكان الذي نبض فيه شعره الذي لايزال يملي بجمالياته تراث الأدب العربي.
لكن عندما تزور هذه القرية التي اختلطت فيها ألوان الفرح بالحزن وروائح أشهى أنواع السمك بالخضرة والفواكه في سوقهم الصغيرة التي تسمع فيها كلام الباعة والمشترين وكبار السن الجالسين على طول السوق فإن صورا للبهجة رسمت على وجوههم وهم يراقبون الحركة التي أوجدتها «أصيلة» منذ أيام في قريتهم.
فلقد ملأت أعمال الفنانين جدران المالكية الرمادية قصصا وموضوعات تعكس إلهام يد الفنان وبصمته في قرية لم تسمع عن «أصيلة» إلا في هذه الأيام... فتحول لون الجدار الرمادي الباهت إلى مجموعة من الألوان المبهجة التي جاءت لتُنقل بروح «أصيلة» المتجددة.
وبعيدا عن المشاعر التي جلبتها «أصيلة» إلى هذه القرية التي وفق المنظمون في اختيارها كونها قرية يعبق منها تاريخ البحرين القديم وهي التي تحتضن مسجد الأميرزيد - أحد اصحاب الامام علي الذين تولوا البحرين- وتحمل بين أزقتها روايات وقصصا عن قبائل البحرين القديمة كقبيلة بكر بن وائل التي مازالت أصول بعضها تقطن في قرية «دار كليب» المجاورة للمالكية.
وفق المنظمون في اختيار المالكية... ووفقوا في نشر ثقافة الجداريات التي نأمل ان تستمر لتنتشر في باقي مدن وقرى البلاد... فشكرا لأصيلة التي نأمل ان تحظى بدعاية أكبر كونها حدثا دوليا لا محليا
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 597 - السبت 24 أبريل 2004م الموافق 04 ربيع الاول 1425هـ