يتأهب المهتمون والمتعاملون في قطاع الذهب والمجوهرات في البحرين لانطلاق معرض «عجائب الذهب» الذي تعاود وزارة التجارة تنظيمه بالتنسيق مع غرفة تجارة وصناعة البحرين وبدعم من مجلس الذهب العالمي، تحت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في الفترة من 24 وحتى 30 أبريل/ نيسان الجاري بمركز البحرين الدولي للمعارض، وذلك بمشاركة مجموعة من أكبر محلات الذهب والمجوهرات في مملكة البحرين. ولكن يبقى التساؤل، إلى أي مدى تنتعش حركة البيع بشكل عام؟ ولماذا لم ينظم المعرض بالتزامن مع فورمولا 1 للترويج للذهب البحريني؟ وما رأي تجار الذهب في هذا المعرض؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عليها في ثنايا التحقيق الآتي.
يتحدث رئيس لجنة اللؤلؤ والذهب والمجوهرات بغرفة تجارة وصناعة البحرين أحمد جاسم التحو: «بداية تدشين معرض عجائب الذهب جاءت في العام 1996 واستمر تنظيمه حتى العام 1999، وتوقف بعدها بسبب ظروف الحرب في العراق، كما أنه في بدايات تدشينه لم يكن بالزخم المطلوب».
ويضيف «يأخذ المعرض في هذا العام زخما ولونا جديدين، إذ يقام لأول مرة في مركز البحرين الدولي للمعارض، وستبلغ مساحته 900 متر مربع خلافا لمساحة المعارض السابقة التي لم تتجاوز مساحتها 400 متر مربع. وبلغ عدد المشاركين حتى الآن 26 تاجرا ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد».
مردفا «بدأ مجلس الذهب العالمي حملة إعلامية ضخمة للترويج للمعرض منذ أيام، فقد رصد مبلغ 160 ألف دولار أميركي لدعم الحملة الإعلامية للمشروع، وستعرض إعلانات للمعرض في محطات تلفزيونية عربية من بينها قناة المستقبل الفضائية وقناة ج الفضائية».
وبخصوص الفعاليات المصاحبة للمعرض، أوضح التحو «تصاحب معرض عجائب الذهب عدة فعاليات، من ضمنها إقامة ثلاث ندوات، الندوة الأولى تنظمها لجنة اللؤلؤ والذهب والمجوهرات بغرفة تجارة وصناعة البحرين، تهدف لتعريف زوار المعرض بدور اللجنة في دعم هذا القطاع الحيوي. أما الندوة الثانية فتنظمها لجنة فحص المعادن والأحجار الثمينة بوزارة التجارة والتي ستقوم بتعريف الجمهور بقسم فحص ووسم المصوغات ومختبر البحرين لفحص اللؤلؤ والأحجار الثمينة، بالإضافة إلى أنها ستتناول دور الرقابة والإشراف على بيع المشغولات الذهبية والمعادن واللؤلؤ والأحجار الكريمة للتأكد من مطابقتها للشروط الفنية المطلوبة بحسب المواصفات الفنية المتعارف عليها دوليا. وينظم معهد البحرين للتدريب الندوة الثالثة التي ستسلط الضوء على دور المعهد في تأهيل وتدريب الكوادر البحرينية في مجال صوغ المشغولات الذهبية والمجوهرات والتصميم، بالإضافة إلى عرض حي مباشر للزوار لصياغة الذهب من قبل متدربات بحرينيات، كما سيقوم المعهد بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لترتيب زيارات ميدانية لطالبات المرحلة الثانوية بهدف إطلاعهم على إمكانات المعهد وتشجيعهن على الانخراط في هذا المجال الحيوي».
وبين التحو أنه سيتخلل المعرض كذلك ورش عمل متخصصة في مجال صناعة الذهب والمجوهرات، وتقديم عروض تتمثل في التدريب على الغوص وصيد اللؤلؤ، وصياغة الذهب على أيدي حرفيين محليين، بالإضافة إلى عروض أزياء. كذلك ستقدم جوائز يومية قيمة لزوار المعرض، منها سيارة، 100 غرام من الذهب، هواتف نقالة وتذاكر سفر مقدمة من طيران الخليج.
بخصوص مشاركة تجار الذهب في المعرض، أكد التحو أن «المجال مفتوح أمام جميع تجار الذهب للمشاركة فيه، وقد تم في هذا العام تخفيض رسوم المشاركة، فيمكن لأي تاجر أن يشارك، ولكن لابد أن يلتفت كل تاجر يود المشاركة في المعرض إلى أهمية امتلاكه للمنتج الراقي الذي يستطيع المشاركة به، فالتجار المشاركون في المعرض هم من الصفوة الموجودين في السوق».
وبالسؤال عن سبب عدم تزامن إقامة معرض عجائب الذهب مع سباقات الفورمولا 1 التي شهدتها البحرين في مطلع الشهر الجاري واستقبلت خلالها أعدادا كبيرة من الزوار، أوضح التحو «خلال فترة سباقات الفورمولا 1 شهد مركز البحرين الدولي للمعارض فعالية أخرى ما تعذر معها إقامة معرض عجائب الذهب، إلى جانب ذلك فإن المعرض غير مخصص للأجانب بالدرجة الأولى، فهذه الفعالية التي تعتبر صناعة محلية تركز على الخليجيين بنسبة 90 في المئة».
وتوقع التحو أن «تنتعش السوق خلال فترة المعرض بنسبة 30 في المئة». مضيفا أن «الأمر لا يقتصر على الجانب المادي، فالجانب المعنوي مهم كذلك، إذ إن المعرض يسهم في إبراز دور البحرين في مجال الذهب، ويضعها في موقع المنافسة مع دبي التي تمتلك زمام السيطرة في هذا المجال، والبحرين لها مكانتها وشهرتها في هذه الصناعة».
أما عن إمكان تعرض المعرض لعملية سرقة مشابهة لتلك التي وقعت خلال معرض الجواهر العربية، قال: «لا نتوقع حدوث شيء من هذا القبيل، إذ إن هناك قوة من رجال الأمن موجودة حول المعرض، كما أن المعرض مؤمن بشكل كامل».
ويشير إلى أن «تنظيم معرض عجائب الذهب لم يقتصر على البحرين، فقد نظمته غرفة تجارة وصناعة البحرين ثلاث مرات في كل من الأردن وعمان، كما نظمته مرة واحدة في الكويت».
وفي ختام حديثه وجه التحو دعوته الى التجار للمشاركة في المعرض، لإعطاء صورة حسنة عن البحرين، مشددا على «أهمية خلق روح التنافس بين التجار لما له من مردود معنوي كبير».
وكان الوكيل المساعد للتجارة الخارجية بوزارة التجارة الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة قال في تصريح سابق لـ «الوسط» إن المعرض: «يأتي في نطاق إظهار وجه البحرين الحضاري في صناعة الذهب والمجوهرات والذي يتمثل في معرض عجائب الذهب البحريني».
وأشاد بالدعم الذي تلقاه هذه الحملة من قبل مجلس الذهب العالمي، وأضاف «ما يميز هذا الدعم هو انه سيفتح أسواقا حيوية أخرى لتصدير الذهب البحريني الذي يعتبر فخر صناعة الذهب».
ويتحدث رئيس الخليجية العالمية للاستشارات حسين المهدي عن أهمية مثل هذه المعارض، قائلا: «لاشك في أن صناعة المعارض والمؤتمرات تعتبر صناعة رائدة ومرغوب فيها بصفة عامة على مستوى العالم، ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى مستوى مملكة البحرين. إذ تعد هذه الصناعة ذات مردود متعدد الأوجه، يصب بشكل مباشر فيما يتم عرضه من سلع وخدمات من خلال هذا المعرض أو ذاك المؤتمر، وما إلى ذلك من جوانب إيجابية أخرى يستفيد منها الاقتصاد الوطني، وعلى رأسها استخدام جميع الخدمات التي تقدمها القطاعات المختلفة كالفنادق، الاتصالات، المواصلات، المواد الغذائية، الطباعة، النشر، الترجمة والعلاقات العامة والإعلام. وفي دراسة أعدها أحد المتخصصين في مجال صناعة المؤتمرات والمعارض بينت أن المساهمة المجتمعة في هذه الخدمات والتسهيلات المستخدمة من قبل صناعة المعارض والمؤتمرات بلغت في بعض الأحيان بين 7 إلى 8 في المئة».
ويضيف «تكرار مثل هذه المعارض، ومنها على سبيل المثال معرض عجائب الذهب يؤدي إلى وجود تدفق نقدي دائم وبشكل دوري، فهذا المعرض يضخ تدفقات مالية ونقدية للاقتصاد الوطني».
ويؤكد المهدي أن «من أهم عناصر الاستفادة من هذه الفعاليات، هو تقديم الجديد والتعريف بما تقدمه الأسواق أو القطاعات المحلية بالنسبة الى المستثمرين الأجانب، وهنا يجب التفريق بين المعارض الاستهلاكية التي توجه بالدرجة الأولى إلى المستهلك النهائي ومنها على سبيل المثال معرض الخريف والمعرض السوري، وبين النوع الثاني وهي المعارض التجارية التي تهدف في المحصلة النهائية إلى خدمة المستثمرين الأجانب والعمل على جذبهم لتوظيف أموالهم في البحرين، ويأتي على رأسها معرض عجائب الذهب، ومعرضي النفط والألمنيوم».
ويشدد على «ضرورة تشجيع النوع الثاني من المعارض والذي يعتبر معرض عجائب الذهب خير مثال عليه، لما له من نتائج إيجابية على الاقتصاد الوطني بشكل عام وعلى قطاعات المجوهرات والذهب بصفة خاصة، وكون هذه المعارض لا تمتص السيولة المحلية، بل تضخ سيولة إضافية للاقتصاد المحلي فإن لذلك أثرا إيجابيا على الاقتصاد الوطني. فلابد من الاهتمام بالمعارض التجارية كونها تجلب استثمارات جديدة».
ويردف قائلا: «لاشك في أن نجاح غالبية الدول المعروفة بصناعة المعارض والمؤتمرات القوية، قد كان لكثرة المعارض التخصصية التجارية دور في تميزها، وإن كانت هناك نسبة أقل من المعارض الاستهلاكية، مثال على ذلك الصين التي تقيم معرضان من أهم المعارض في العالم يتم خلالهما عقد صفقات استثمارية تجارية تقدر بالمليارات، تضخ في المحصلة النهائية استثمارات جديدة في السوق الصينية جراء تصدير الصناعات الصينية للخارج، ومن غير المنطقي أن نقارن أنفسنا بها، ولكن نؤكد ضرورة الاستفادة من هذه التجربة».
وبالسؤال عن إمكان تحقيق نجاح أكبر لهذا المعرض لو تزامن مع سباقات الفورمولا 1، قال المهدي: «لاشك في أن فكرة تنظيم هذا المعرض المهم في فترة توافد عدد كبير من الزوار إلى المملكة يعد شيئا مهما بحاجة إلى نظرة تأملية، ولكن معرض عجائب الذهب له زواره المصنفون ضمن الزوار الدائمين، والذين ينتظرون المعرض كونهم متخصصون ويبحثون عن الجديد دائما في مجال صناعة المجوهرات والذهب، لكي يأخذوه إلى عملائهم في الدول الأخرى».
وينوه إلى أن «معرض عجائب الذهب أسس نجاحه على مدى السنوات الماضية، وأوجد قاعدة من المتعاملين سواء مؤسسات وأفراد يرون من الأهمية زيارة هذا المعرض والتوصل إلى صفقات مربحة للطرفين».
إلى ذلك التقت «الوسط» مجموعة من تجار الذهب والمجوهرات لاستعراض آرائهم بخصوص الجوانب المتعلقة بمعرض عجائب الذهب.
يقول علوي حسن العلوي (صاحب مجوهرات العلوي): «لم نشارك في المعرض، والسبب في ذلك أنه يوجد في المعرض محلات لبيع الذهب والمجوهرات وهذا غير صحيح، فمن المفترض أن يقتصر البيع على الأسواق، ويكون دور المعرض هو استقطاب الناس للتعرف على الذهب والمجوهرات في البحرين».
مضيفا «السوق لا تنتعش
العدد 596 - الجمعة 23 أبريل 2004م الموافق 03 ربيع الاول 1425هـ