العدد 596 - الجمعة 23 أبريل 2004م الموافق 03 ربيع الاول 1425هـ

ليلتها كان الجيتار سيد الآلات

على أنغام الفلامنكو

في أمسية موسيقية تلاقت فيها الخبرة مع رؤية ووضوح التوجه، كان الجيتار فيها سيد الآلات الموسيقية على الأقل ليلتها... غمرت القاعة الحان رائعة انسجم فيها سحر الشرق مع سحر آخر قادم من الغرب، لتصدح القاعة بهذين الحضورين الآسرين، «الفلامنكو» القادم من الأندلس، من خلال فرقة تيتو لوسادا الاسبانية، وفرقة البحرين للفلامنكو لتنقلان لنا إرثا مكتنزا بالكثير من صور وعلامات وآيات ذلك السحر التقيناهم فكان هذا الحوار:

مدير فرقة البحرين للفلامنكو عصام الجودر أخذنا، من البدايات إذ قال «على رغم أن عمر الفرقة لم يتجاوز الأربع سنوات، وهو عمر قصير مقارنة بالفرق الأخرى، إلا أنها شاركت في أنشطة عدة، أثبتت من خلالها وجودها وتطور مستواها من حيث العزف والأداء، فقد شاركت في فعاليات دولية، في دار الأوبرا في مصر، نشرت من خلالها فن الفلامنكو بشكل جميل جدا، ومازال لديها الطموح في أن تستمر في هذا المجال، أما عن مشاركة الفرقة في الدورة الأولى لهذا الملتقى، فهي تعد مكسبا كبيرا لها، وفي الوقت نفسه تحملها مسئولية أن تكون عند حسن الظن بها، وتثبت نفسها لأنها تمثل البحرين. وملتقى البحرين أصيلة بشكل عام تظاهرة ثقافية حضارية مهمة، لأنه للمرة الأولى يقام مهرجان ثقافي، تحت مسمى ملتقى البحرين أصيلة يشمل عدة مجالات، إذ يمزج جميع الفنون مع بعضها بعضا في بوتقة واحدة، وأعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك تواصل واحتكاك بين الفنانين على اختلاف ممارساتهم، لذلك تم عمل ورشة على مدار يومين للاستفادة من وجود هذه الفرقة خلال الفترة القصيرة في البحرين لكي تقدم دروسا في هذا النوع من الفنون.

وفي الجانب الآخر يعلق قائد الفرقة وعازف الجيتار في الفرقة محمد خليل على هذه المشاركة بالقول «هذه هي المشاركة الأولى في مهرجان بهذا الحجم، فقد سبق لنا المشاركة في مهرجانات عدة في دار الأوبرا في مصر، بالإضافة إلى مهرجانات إدارة الثقافة والفنون في البحرين، ولكن ليس بهذا المستوى، والمهرجانات عموما تسهم في نشر الثقافة وتساعد الناس على تذوق الفنون، وخصوصا فن الفلامنكو وأنا سعيد جدا بهذه المشاركة، وأتمنى أن نقدم أعمالا ترقى لمستوى هذا المهرجان.

وجود هذه الفرقة الاسبانية اليوم سيطور من خبرتنا في العزف، ونحن لدينا عدة أسئلة عن أساليب العزف كانت تدور فيما بيننا ونرغب في طرحها على المتخصصين في هذا الفن، وها قد سنحت الفرصة، وعندما نحتك بعازفين يسبقونا في هذا المجال فإننا سنمتلك الخبرة.

أما أحد أعضاء الفرقة عادل أدهم، فيرى أن المهرجانات تدفعه نحو الأفضل، وترقى بموهبته وتنميها، فيقول «كثرة المشاركات تساعد الموسيقي على تطوير نفسه، وصحيح أن التمارين تصقل موهبته، ولكن المشاركات في الحفلات والمهرجانات تدفعه للتطور والتقدم إلى الأمام. واليوم عبر مشاركتنا للفرقة الاسبانية في هذه الأمسية، سنقدم أعمالا موسيقية لعازفين عالميين، من أمثال باكوديلوسيا وجيكوريا وجانوديمينكس وجرادوننييس، بالإضافة إلى بعض المقطوعات التي اجتهدنا في ابتكارها، وذلك للاستفادة من خبرة الفنانين الاسبان المشاركين في هذا المجال.

ويضيف عازف البونكوس في الفرقة ميرزا آل شريف قائلا «أعتقد أن هذا الملتقى سيكون فرصة لتعريف المشاركين، من دول العالم المختلفة بفرقة البحرين للفلامنكو، فنحن في البحرين لدينا الكثير من الفنانين الموهوبين. وهذه المشاركة من قبل الفرقة الاسبانية في هذا الملتقى لها أهمية كبيرة، لأن هناك اتجاه عالميا حاليا، يسير نحو إدماج الفنون الشرقية والغربية معا في وقت واحد، ومثال على ذلك ما قامت به فرقة حنين اللبنانية، حين قدمت حفلة موسيقية مشتركة مع فرقة كوبية، فاندمج الفن العربي بالكوبي، وهناك فرق عربية كثيرة، تستخدم أدوات عزف غربية في حفلاتها، مثل الساكسفون والتومبون، لعزف مقطوعات اسبانية وجنوب أميركية».


لوسادا: «الفلامنكو» يلتقي مع العربي في جذوره

وصف عميد فرقة تيتو لوسادا الاسبانية للفلامنكو إقبال الجماهير على ورشة التدريب على العزف على الغيتار بأنها «ممتازة وأن الجماهير يقبلون على هذه الورشة لاعتبارات تعود إلى ما يمثله هذا النوع من الفن من ارتباط قديم بالإنسان العربي، وخصوصا أن إسبانيا كانت محطة وجود عربي خلال قرون قرطبة وغرناطة، وعلى هذا الأساس فإن فن الفلامنكو كان له فرصة الالتقاء مع العرب في جذورهم بعكس الفنون الأخرى كالجاز والسالسا وغيرها»، مضيفا «أن الحركات الإيقاعية للفلامنكو تشابه الحركات الصوفية التي يتميز بها العرب، وورش التدريب للجمهور أثبتت ذلك، وأثبتت أن البحرينيين هم الأقرب لهذا الفن بخلاف الشعوب الأخرى». وتحيي الفرقة اليوم احتفالها بمشاركة فرقة الفلمنكو البحرينية في مقر متحف البحرين الوطني.


فرقة البحرين للفلامنكو

هم مجموعة من الشباب جمعتهم آلة الجيتار، وبقدر صداقتهم توطدت آلة الجيتار بهم، وعلى رغم عدم وجود هيئة تعليمية قادرة على احتضانهم، فإنهم دأبوا على تعلم العزف من بعض الأصدقاء ومن خلال شرائط فيديو تعليمية، لهم عدة مشاركات دولية ومحلية منها:

- مهرجان البحرين للموسيقى في الأعوام 1999 و2000 و2001.

- مهرجان الجيتار الأول بتنظيم من قطاع الثقافة والتراث الوطني في العام 2001.

- حفل بمصاحبة عازف الجيتار البريطاني جاسون كارتر في العامين 2000 و2001.

- حفل مشترك مع ثنائي الجيتار الأميركي ميشيل بارد وكوري وايتهيد في العام 2001 .

- عزف الفنان محمد خليل حركة من ( كنشرتو فيفالدي ) بمصاحبة أوركسترا الاتحاد الأوروبي في العام 2002

العدد 596 - الجمعة 23 أبريل 2004م الموافق 03 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً