سبق وأن تساءلت عن معيارية الاختيار التي تتبعها وزارة الإعلام في من يمثلها في المهرجانات والمؤتمرات الأدبية والفنية، هل تقوم على طبيعة حضور وعطاء المجموعة التي ستمثل المملكة أم ان اعتبارات أخرى تؤخذ في الحسبان من دون غيرها بحيث يختلط العام بالخاص، وبتنا نشهد بين مهرجان وآخر مجموعة من الأسماء التي إما ان صلاحية ما تقدمه قد انتهت منذ عقد أو يزيد، أو أنها تحضر تلك المهرجانات لتحظى بقيلولة واستجمام فقط لا غير، فيما مردود ذلك التمثيل وما يترتب عليه لا يقدم ولن نقول و«لا يؤخر» بل سنقولها بفم ملؤه الغصّة.

في عدد أمس من «الوسط» ابدى عدد من المسرحيين استياءهم لتجاهل كثير من الأسماء والوجوه المسرحية واستبعادها من مهرجان «اصيلة البحرين»، وأعرف بعضا منهم مما أوتوا نجاحا ملحوظا وحضورا مشرفا في الكثير من المهرجانات المسرحية الإقليمية والعربية، من دون أن أذكر أسماء في هذا المقام، وربما يكون خطأ تلك الأسماء انها لم تعد متوائمة أو على توافق مع السياسات التي تتبعها وزارة الإعلام في تعاطيها مع كثير منهم الأمر الذي حدا بها لإدراج تلك الأسماء ضمن قائمة المتمردين والساخطين والمتربصين بالوزارة وسياساتها!.

إشراك أبنائنا واخواننا من الفنانين والشعراء والنقاد في مهرجان «أصيلة» فرصة كبيرة للمملكة ولهم لإبراز جانب من إمكانات أبنائها وعطاءاتهم، ولن يكلفها ذلك شيئا، لن يكلفها مؤونة السكن والتذاكر وبدل السفر، فهم بين أهلهم وتواصلهم مع فعاليات المهرجان ستكون غاية في اليسر والسهولة، في الوقت الذي لا تتردد ولا تبخل فيه وزارة الإعلام في ترشيح أسماء يكلفونها ما يكلفونها من لحظة مغادرتهم الى لحظة وصولهم من دون - في كثير من الأحيان - أي مردود يعود بالنفع على المملكة في حضورهم الذي لا يقل موهبة عن الغياب