العدد 596 - الجمعة 23 أبريل 2004م الموافق 03 ربيع الاول 1425هـ

تأكيد النهج السلمي للمعارضة، وإدانة الارهاب في العراق والسعودية

في خطب الجمعة يوم أمس...

تطرق الشيخ حسين النجاتي في خطبته أمس في جامع الحياك في المحرق إلى العريضة الدستورية، مؤكدا أنه على رغم حركة الإصلاح الواسعة الجارية في البلد، فإن هناك مشكلة كانت هي السبب وراء مقاطعة عدد كبير من الناس، ومجموعة من الجمعيات للانتخابات البرلمانية، وليس من الصحيح أن تبقى المشكلة عالقة بهذا الشكل من دون حل سليم ومنطقي.

وأضاف «أريد لهذه العريضة أن تكون تعبيرا سلميا عن وجهة النظر في الدستور، لكن جاء إنذار وزير العمل للجمعيات بأنها ستغلق أو تعلق إذا أقدمت على خطوتها، وهذا لا يخدم حركة الإصلاح وغير متناغم مع أجواء الديمقراطية وحق إبداء الرأي الذي هو من أبسط وأوضح حقوق الإنسان الذي وقعت مملكة البحرين الوثيقة الدولية المتعلقة به».

وأضاف «إذا رأى وزير العمل أن بعض أنشطة الجمعيات تتعارض مع القانون، فهل صحيح في حال الخلاف على فهم القانون وتفسيره؛ التهديد بالإغلاق أو التعليق وإنزال العقوبة بالمتجاوز على القانون قبل الرجوع إلى القضاء، ليبدي رأيه فيما إذا كان هناك تجاوز على القانون أم لا؟ وهل تصح العقوبة قبل ثبوت الخطيئة؟». وقال النجاتي إن الجمعيات الأربع وفقت لمعالجة المشكلة بقرار فيه شيء من الحكمة والإيجابيات.

من جانبه، قال رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في خطبته في جامع الإمام الصادق في القفول «إن العريضة ركزت على السمة التعاقدية بخصوص الدستور على أساس ما تم التوافق عليه في ميثاق العمل الوطني، كما ركزت على أن تكون السلطة التشريعية ممثلة للشعب، والسعي نحو تطبيق المملكة الدستورية».

وأكد سلمان أن العريضة تسعى إلى إيجاد حال توافقية تصب في مصلحة كل شعب البحرين ولا تصب في مصلحة فئة معينة فقط، كما كانت عريضتي العام 1992 و1994 تقومان على الأساس نفسه، ولذلك جاءت النتائج في صالح كل شعب البحرين، وجاء الميثاق في صالح كل شعب البحرين.

وأشار سلمان إلى وجود تحديات حقيقية يجب أن نسعى إليها من قبيل السعي لرضا الله، وجعل الناس يشعرون بالعدالة وسيادة القانون ورفع المستوى الاقتصادي وغير ذلك، وهذه التحديات تحتاج إلى وحدة وطنية بين القوى السياسية، ووحدة وطنية بين الحكومة والشعب، والصراع الداخلي لا يفيدنا أبدا في ذلك.

وكرر سلمان نداءاته بضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، إذ إن البعض قد يقول إن الأسلوب السلمي غير مجد، وقد تكون هناك درجة من التمرد والتململ، ولكننا وفق القراءة الشرعية والموضوعية كرموز وعلماء وقوى سياسية نجمع على أهمية الحفاظ على السلم الأهلي، فهذا هو رأينا، وبكل صراحة وليس هناك ما هو تحت الطاولة، وأي خروج عن العمل السلمي فهو لا يمثل المعارضة.

خطيب جامع يوسف بن أحمد كانو الشيخ جلال الشرقي قال في خطبته «إن اليقين هو كل الإيمان، وينبغي للمؤمن أن يكون اليقين أساسا في حياته، فاليقين ثبات النفس والتوكل على الله عند المصائب والنكبات، إذ إن ما يحدث في هذا الكون كله بأمر الله، منبها إلى أن ما يمر به العالم الإسلامي اليوم من نكبات وجروح في أرض الإسراء وأرض العراق قد يضعف اليقين في قلوب الناس، ويقول قائلهم: ما لنا وهذه الآلام، فعلى المسلمين أن يستسلموا، ويرضوا بما يريد لهم بوش وشارون، وهذه النظرة نظرة سقيمة، بل هي نظرة الشيطان، فهذه نظرة تنشر عند أهل النفاق من هذه الأمة، لأنها شعارهم على الدوام».

وأضاف أن من التصق قبله بالدنيا، وتمسك بما فيها من نعيم مادي زائل، فدعوته دائما هي الاستسلام للواقع المذل، أما أهل الإيمان واليقين الذين آمنوا بقول الله تعالى «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا» (التوبة: 51) فهم صابرون محتسبون، وقد ردد أهل الفلوجة وأهل كربلاء هذه الآية، فثبتوا وصمدوا، وأيقنوا أن النصر قريب.

وأشار الشرقي إلى أن بوادر النصر اقتربت منا، وأن المرجفون الذين يرفعون من شأن دولة الإرهاب الأولى أميركا، نقول لهم: إن الله فوق أميركا، وهو غالب على أمره، وأن الذي نجى الاثنين إذ هما في الغار، والذي كتب النصر للمسلمين في غزوتي بدر والخندق، قادر على أن يهزم أميركا، ويسود وجوه أهل النفاق، فالله وعد المسلمين بالنصر، ولن يخلف الله وعده.

أما خطيب جامع الفاتح الشيخ عدنان القطان، فتطرق إلى التفجيرات التي حصلت في الرياض، مؤكدا أن حرمة الدماء عند الله عظيمة، وقتل الأبرياء بلا حق كبيرة من كبائر الذنوب، ومن يستحل قتل الأبرياء، ويرى حل دمائهم، فإن ذلك يخشى عليه أن يكون على غير دين الإسلام، لأن قتل المسلم كبيرة من كبائر الذنوب، يتوعد صاحبها بلعنة الله وغضبه والخلود في عذابه، فمن يستحل دم المسلم بغير حق، ويرى أن دم هذا المسلم حلال له سفكه، فإن ذلك مصاب في دينه والعياذ بالله.

وأكد القطان أن حادث التفجير الواقع في الرياض ليلة الأربعاء الماضي، والذي ذهب ضحيته عدد من الأبرياء، وخلف عددا آخر من الجرحى والمصابين، وروع الآمنين، هو حادث يجمع المسلمون على استنكاره وتجريمه لقبحه، ويتفق علماء الأمة على عظم جرمه وكبير وزره، لأنه واقعة اجتمع لها من عناصر المحرمات القطعية كم هائل، وتضمنت من أسباب المخالفة شيئا كثيرا، فهي جناية لا يقرها عقل، ولا يأخذ بها منطق، ولا تقرها شريعة

العدد 596 - الجمعة 23 أبريل 2004م الموافق 03 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً