أكدت وزيرة الصحة ندى حفاظ لـ «الوسط» أهمية الدور الكبير الذي تضطلع به الوزارة، مشددة على ضرورة البعد عن الملامات وفتح صفحة جديدة من الحوار والتسامح. وقالت: «أنا على علم بالكفاءات التي تزخر بها الوزارة، وسأحاول جاهدة إبرازها، وشعاري في مهمتي الوزارية هو: «الفرد والمجتمع بالدرجة الأولى، وكذلك موظفو الوزارة بصفة خاصة»، إذ إن الجميع يبحرون في قارب واحد، وأي خلل لن يوصلنا إلى بر الأمان». يأتي هذا التصريح قبل ساعات من اليوم الأول لتسلم حفاظ حقيبة وزارة الصحة.
الوسط - عبدالله الملا
أشارت وزيرة الصحة ندى حفاظ في حديث خاص إلى «الوسط» إلى انها ستحمل شعارين رئيسيين في مهمتها الوزارية قائلة: «أول شيء يجب أن يطرق الذهن أن وجود وزارة الصحة والهدف الرئيسي من قيامها بالأعمال الموكلة لها هو الفرد والمجتمع بشكل عام، فأي تصرف وأية حركة تصدر في الوزارة لابد أن نأخذ فيها ونضع في اعتبارها مصلحة الفرد السليم والمريض على حد سواء، ونقول للفرد السليم إن الوقاية هي إحدى أهم الوظائف التي تقوم بها الصحة، وفي نظري يجب أن يكون هذا الجانب هو الشعار الرئيسي للوزارة وللعاملين فيها بوجه عام».
مضيفة أن «المحور الثاني هو الموظف في وزارة الصحة، وأيا كانت درجة هذا الموظف سواء أكانت عالية أو غير ذلك، وسواء أكان طبيبا أو استشاريا أو مستخدما، فهو عضو مهم وعامل مؤثر في سير عمل الوزارة، إذ إنه هو الذي يقدم الخدمة للفرد الذي اعتبرناه المحور الرئيسي، فإذا كانت الخدمات لا تصل إلى الفرد بالشكل المطلوب فإن هذا يدلنا على وجود خلل في عمل المحور الثاني وهو الموظف، وعند هذه النقطة لابد أن ننزل إلى الموظفين وندرس مشكلاتهم، وحينها سنتمكن من الوقوع على الخلل».
وقالت حفاظ: «في الحقيقة، أنا أمثل الوزارة منذ 22 عاما، وأعلم بالكفاءات الموجودة في المملكة، وسأحاول جاهدة إبراز هذه الكفاءات، لأن وجودها يترك الاطمئنان في النفس، وأنا متأكدة من أن جميع العاملين وجميع الكفاءات سيضعون أيديهم في يدي (...) كما أشدد على أننا لا نريد أن نبدأ صفحة مليئة ومثقلة بالملامات، فلنترك مجالا للمسامحة، وللعقلانية والحوار. فعمل وزارة الصحة كالقارب، وإذا حدث خلل في التجديف من أي جانب فلن يصل القارب إلى بر الأمان».
وشددت حفاظ على أهمية دور الصحافة واعتبرتها «العين واليد التي ستساعدني في توصيل آراء الوزارة إلى الجمهور، وتوصل مشكلات وآراء الجمهور إلينا في الوزارة، ومن المهم جدا أن يفهم الجميع الصعوبات والمشكلات التي تحدث في وزارة الصحة، وكذلك يعرفون الإيجابيات ليساعدونا على حل المشكلات وتجاوز الصعوبات من جهة، ودعم الإيجابيات من ناحية أخرى، لاسيما أن الصحة إحدى أهم وزارات الدولة من حيث العلاقة المباشرة مع الجمهور، ومن ناحيتي فإني أؤكد على مشاركة المجتمع في كل المستويات وعلى الأصعدة كافة، والصحافة هي المرآة التي تجعل من الأمور واضحة للعيان، وأتمنى أن نضع أيدينا مع بعضنا بعضا لنصل إلى بر الأمان».
من جهته أشاد الاستشاري عبدالوهاب محمد عبدالوهاب بالخبرة الكبيرة التي تتمتع بها وزيرة الصحة الجديدة ندى حفاظ، معتبرا اختيارها في هذا المنصب اختيارا صائبا وقال: «ان قرار تعيين وزيرة للصحة أثار نشوة وحراكا وسط الشارع البحريني وامتلأت النفوس أملا وتطلعا لتجاوز المحنة التي مرّت بها وزارة الصحة فهذا القرار أكد خطوة جريئة في مملكتنا الحبيبة أن تتقلد المرأة وزارة خدمية كبيرة كوزارة الصحة وهي خطوة لاشك تصب في صلب العملية التحديثية التي تشهدها المملكة، فلقد تبوأت المرأة أعلى المراكز وأثبتت فعلا مشاركتها في العملية التنموية، فلها أن تزداد حماسا بحصولها على هذه المكتسبات في ظل المشروع الاصلاحي لجلالة الملك. وحفّاظ امرأة وزميلة وطبيبة جديرة بهذا المركز وتستحق كل الدعم والتأييد وبذل أقصى التعاون والتآزر معها ولابد أن يتكاتف الجميع في سبيل تحقيق ما يصب في مصلحة الوطن».
وأضاف أن «الحركة الاصلاحية في البلاد أوجدت ثقافة ايجابية جديدة و فرضت ظروفا وأوضاعا من الشفافية والمكاشفة وعدم التمييز، وفرض المشروع الاصلاح التجديد والمحاسبة والمكاشفة والاستماع إلى الرأي الآخر وحرية التعبير واعطاء كل ذي حق حقه وألا يكون التعامل مع الموظفين والعاملين من منطلق الادانة ولكن يجب أن يكون التعامل من منطلق التعاطف والتقدير والتشجيع حتى تسود وزارة الصحة روح جديدة من الاخلاص والحماسة والعمل الجماعي. فلتبدأ الوزارة الجديدة وتؤكد نقاط الاتفاق وتستمر في تأكيدها ولنسعى جاهدين نحو الغاية نفسها وأن يكون الاختلاف بيننا في الأسلوب وليس في تحقيق الاهداف وبلوغها ولندع الآخرين يطرحون ما لديهم من أفكار ومشروعات وأحلام وطموحات وننظر للأمور من وجهة نظر الآخرين ونتعاطف مع تلك الآراء والأفكار».
وقال: «إن وزارة الصحة مثقلة بالجروح في هذه الفترة وسيكون هذا الجهد الذي يطلبه مضاعفا في علاج الهوّة القائمة بين القطاعات المختلفة في الوزارة، وسيأخذ جهدا ووقتا ولكن يجب علينا كعاملين في هذه الوزارة العريقة وكمواطنين أن نمد يد العون والمساعدة والتأييد للمسئول الواقعي الذي يعمل بحسب الامكانات، ولا ننسى أن الوزارة لها سقف والموازنة لها حدود، حتى نحمل للناس المشروعات التي تكون في حدود الممكن وأن نتجنب الخيال كما حدث في السابق»
العدد 596 - الجمعة 23 أبريل 2004م الموافق 03 ربيع الاول 1425هـ