يفتتح جلالة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مساء اليوم موسم «ملتقى البحرين - أصيلة للثقافة والفنون» في مقر متحف البحرين الوطني.
وبحسب المنسق العام للملتقى علي عبدالله خليفة فإن حفل الافتتاح يعقبه حفل غنائي تقدمه فرقة تيتو لوسادا الاسبانية بمشاركة فرقة البحرين للفلامنكو، وافتتاح المعرض الشخصي للفنان المغربي محمد المليحي في صالة «الرواق» في المتحف، ومعرض مقتنيات أصيلة لفن الحفر والملصقات في قاعة الفنون الجميلة بالمتحف أيضا، مشيرا إلى أن فريقا من منظمي الملتقى قاموا بزيارة لجزر حوار لتفقد موقع النصب التذكاري للملتقى، وأن فعاليات الحفر على المعدن والرسم على الجداريات - التي بدأ العمل فيها قبل أيام - ستواصل أعمالها لحين اختتام الموسم.
الوسط - أماني المسقطي
يرعى جلالة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مساء اليوم الافتتاح الرسمي لمواسم ملتقى البحرين - أصيلة للثقافة والفنون في متحف البحرين الوطني، والذي تستمر فعالياته لغاية يوم الجمعة الموافق 30 من الشهر الجاري.
وأكد منسق فعاليات الملتقى علي عبدالله خليفة «أن برنامج الافتتاح الرسمي سيبدأ برسالة خاصة يلقيها جلالة الملك بمناسبة افتتاح مواسم الملتقى، تعقبها كلمة يلقيها السفير المغربي اليزيد القادري، ثم قصيدة يلقيها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وقصيدة أخرى يلقيها تقي البحارنة»، مضيفا «أن برنامج الافتتاح يليه حفل غنائي تقدمه فرقة تيتو لوسادا الإسبانية بمشاركة فرقة البحرين للفلمنكو، كما يقام تحت مظلة الملتقى افتتاح المعرض الشخصي للفنان المغربي محمد المليحي في صالة الرواق بالمتحف، ويرعى مستشار جلالة الملك للشئون الثقافية والعلمية محمد جابر الأنصاري افتتاح معرض مقتنيات اصيلة لفن الحفر والملصقات في قاعة الفنون الجميلة بالمتحف».
وأشار إلى أنه قام بزيارة تفقدية برفقة الفنان المليحي لموقع النصب التذكاري المعبر عن لقاء البحرين - أصيلة (جوار البحر) عند المدخل الرئيسي لجزيرة حوار، وقال «إن عددا من الفنيين والمهندسين حضروا في موقع النصب يوم أمس لمناقشة الترتيبات النهائية للاحتفالية، ويشرف على المجسم من قبل الملتقى عبدالله عمران»، مشيدا «بالدور الذي قامت به إدارتا الطرق والهندسة الفنية بوزارة الأشغال والإسكان وإدارة الهندسة في قوة دفاع البحرين في تعديل الطرق ونصب المجسم بحسب المواصفات الفنية»، معبرا عن المشروع «بأنه حلم تحقق في أن يتم ضم جزيرة حوار ضمن خريطة العمل الفني والثقافي وخصوصا أن النصب يعبر عن عدة معان فنية وثقافية لأن فطرة الثقافة في أنها يجب أن تحتل مواقع متقدمة وهذا ما تتميز به حوار».
أما عن حفل الاستقبال الشعبي الذي أقامته وزارة الإعلام يوم أمس في القرية التراثية بالمتحف على شرف الضيوف والمشاركين في الملتقى، فقال «إن القائمين على الحفل الذي أطلق عليه عنوان «زعفران الحي»، على أن يتم استقبال الضيوف بشكلها الاعتيادي من دون بروتوكولات مع وضع لمسات تقليدية لهذا الحدث الفني الثقافي الذي أحياه عدد من الفرق الشعبية إضافة إلى توزيع الأكلات الشعبية البحرينية ومطويات تعريفية بهذه الأكلات».
ووصف إقبال الجماهير على الجداريات «بأن الشارع البحريني شارك الفنانين في هذه الفعالية التي أبدت الجماهير وخصوصا الأطفال منهم تجاوبا كبيرا مع الفنانين وهذا طموح كنا نأمل تحقيقه كما أن الجماهير يتعاملون مع الفنانين المشاركين بأسلوب حضاري أثبت قدرة الشعب على التعامل مع الثقافة والإبداع بإيجابية شديدة»، أما عن ورش الحفر فأشار إلى «أن الرهان الحالي هو استمرار فعاليات هذه الورشة ضمن برنامج سنوي وأن يشارك فيها أكبر عدد من الفنانين البحرينيين المتخصصين في هذا المجال».
أما المشرف على الورشة وعلى عمل الجداريات الفنان عبدالجبار الغضبان فأكد «أنه تم إنجاز الكثير من الأعمال في الورشة في اليوم الثالث للافتتاح، واستطاع عدد كبير من الفنانين إنجاز أعمالهم الجديدة واضافتها للأعمال التي احضروها من بلادهم تمهيدا لعرضها»، مضيفا «أن الورشة أصبحت في عمق العمل والمشهد الحقيقي للورشة بدأ يأخذ أبعاده وفعله الحقيقي، فالفنانون منهمكون في عملهم اليومي فترتي الصباح والمساء وكل فنان بدأ يعمل بطريقته الخاصة، وبعض الفنانين بدأوا يعملون بطريقة الحبر الجاف على النحاس، والتي تعتمد على الحفر المباشر بآلة المنقاش الفولاذي على سطح النحاس»، و«أن بعض الفنانين بدأوا بطبع الطبعات المخصصة للورشة للاحتفاظ بها ضمن ارشيف البلد المضيف تمهيدا لعرضها في معرض يقام مستقبلا لأعمال الورشة»، مشيرا إلى «أن كل فنان له أسلوبه الخاص في العمل ما بين العمل التجريدي والتعبيري والواقعي، ما يتيح المجال للفنان البحريني للاطلاع على هذه التجارب وأساليبها الفنية والتقنية المختلفة».
أما عن العمل على الجداريات، فقال «إنه تم إنجاز الجزء الأكبر من الجداريات التي استطاع أصحابها الصمود في انجازها على رغم تعرضهم لحرارة الشمس وتوقف عدد من الفنانات المشاركات عن العمل لفترة وجيزة واصلوا بعدها العمل».
أما عن مدى قدرة الجداريات على الاحتفاظ بألوانها، فقال «إن الألوان قابلة للتأثر بعوامل الطبيعة مثل الحرارة والرطوبة والأملاح، وهذا يعني أنها لن تطول بحيويتها أكثر من عامين ما يعني ضرورة إعادة تجديدها مرة أخرى وإعطاء فرصة لفنان آخر ليرسم عليها».
وذكر الفنان التشكيلي محمد المليحي «أن معرضه الشخصي الذي يفتتح اليوم في صالة الرواق بمتحف البحرين الوطني سيعرض فيه 15 لوحة فنية من آخر إنتاجاته الفنية، تتناول جميعها جسد المرأة المبهم من دون تفاصيل»، وإنه «استخدم الألوان الساطعة والحرة في تلبيس النساء في هذه اللوحات».
وقال: «إن أعمال المعرض تختلف بكثير عن التيار الموجود في البحرين، ففيه تبسيط في الإنجاز وجرأة في استعمال اللغة الفنية والمعاني الجنسية للمرأة الشرقية غير مكشوفة الغطاء ليتمكن المشاهد الذي يملك قراءة ذكية من ثقب الحجاب وفهم معنى الصورة وخصوصا أن العالم في الوقت الحالي لديه ميل أكبر إلى التحجب».
ويستمر المعرض حتى يوم 15 مايو/ أيار المقبل فترتي الصباح والمساء.
الجسرة - المحرر الثقافي
قدمت كلا الفنانتين البحرينية نبيلة الخير والمغربية وفاء الهضيبي أسلوبا فنيا رائعا على جدران بعض بيوت قرية الجسرة النموذجية الواقعة في شمال غرب البلاد.
إذ جاءت الالوان في تناغم منسجم لكلا جداريتي الفنانتين اللتين قدمتا مادتين من وحي مباهج مهرجان «أصيلة»... فالأولى بلغة مغربية والثانية بلغة بحرينية.
تقول الهضيبي لـ «الوسط»: «أجواء جداريتي عبرت عن أحاسيس فنانة تنطق بلغة الالوان من اصيلة مسقط رأسي... فقبل كل شيء قمت بدراسة موقع الجدارية اولا ونقلت ما شعرت به في قرية الجسرة الهادئة».
وأضافت: «أعمالي الجدارية بالعادة لا تحمل اية اسماء فهي متروكة للمتلقي... ففي كل عمل انقل احساسي الفني بالمكان».
وعن طبيعة الالوان التي استخدمتها في جداريتها بالجسرة قالت الهضيبي«الألوان شغلي فأنا استخدمها على الجدران وعلى الجلد الطبيعي وهي تدمج بماء الذهب... وهو اسلوبي منذ زمن وقد قدمت أعمالا مماثلة للتو في مهرجان اصيلة النسائي بالمغرب».
يذكر أن قرية الجسرة حظيت بجداريتين رائعتين الاولى تعكس أسلوب الوجوه النسائية الذي يستهوي البحرينية الخير بتقديم صور مختلفة لوجوه المرأة البحرينية، بينما اطلقت المغربية الهضيبي العنان لالوانها لتسبح بأشكالها الدائرية بحرية من دون قيد في فضاء متسع
العدد 596 - الجمعة 23 أبريل 2004م الموافق 03 ربيع الاول 1425هـ