قد تكون مقولة «اتفق العرب على ألا يتفقوا» مقولة تنطبق على العرب عموما بسبب هزائم مواقفهم امام شعوبهم... لكنها أيضا الأقرب الى وصف الوسط الصحافي في البحرين... هذا البلد الذي لم يذق طعم الحرية الصحافية الا مع حركة الاصلاح التي شهدتها البلاد منذ ثلاث سنوات فقط.
المضحك المبكي في حال هذا الوسط أنه على الدوام غير متفق... مشتت الرأي... مبعثر في أوراقه وخططه التي قلما طرحت عنصرا إيجابيا يخدم صالح الصحافي البحريني... فكل ما يطرح من خطط يخدم الشريحة «الفوقية» من الوسط الصحافي من اصحاب الرئاسة والاموال، أي المصلحة الشخصية والمؤسسة معا، ضاربة بعرض الحائط آراء شريحة «القاعدة» العظمى من الصحافيين.
فالشريحة «الفوقية» تريد أن تفتي وتصدر القوانين إشباعا لرغباتها الشخصية لا إشباعا لرغبات « القاعدة» المغلوبة من الصحافيين البحرينيين الذين لا تجمعهم حتى اليوم أية نقابة أو ناد يلتقون فيه ليتبادلوا هموم مهنتهم أو أنشطة مشتركة على غرار أصحاب المهن الأخرى.
للأسف هذه الامور بعيدة كل البعد عن الشريحة «الفوقية» فهي التي تصدر القرارات والقوانين على الدوام وهي التي استعبدت - بفتح التاء - الصحافيين لسنوات طويلة غير مكترثة بحقوقهم أو بأخلاقيات مهنتهم.
أما اليوم فالشريحة «الفوقية» التي تلتحف تحت غطاء البشوت في المحافل المختلفة وتدهن وجوهها بألوان عدة تتخفى في كل مرة بلون... فهي ذاتها التي تفتي وتنظّر عن أخلاقيات المهنة في حين أن الواقع يقول شيئا آخر.
والحقيقة أن الحركة الاصلاحية في البلاد أوجدت اليوم متنفسا لصحافيي «القاعدة» بفعل ما طرأ من تغيير في نقل الحوادث والاخبار في الصحافة المكتوبة تحديدا.
هذه النقلة الجديدة فرضت ظروفا وأوضاعا لابد أن يحسب لها ألف حساب كون أن صحافة اليوم ليست هي صحافة الامس... وصحافيو اليوم ليسوا صحافيي الأمس... فحركة التغيير مستمرة وأعداد الصحافيين في تزايد مستمر في هذا البلد الصغير الذي يشهد بزوغ صحف ومجلات جديدة بصورة أسرع مما كان عليه في الماضي.
والتغيير فرض التجديد والتنافس وهو ما دفع الشريحة «الفوقية» للاستيقاظ من سباتها ونفض غبار افكارها إلى ما قد تقدم عليه أجيال الصحافة المقبلة...
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 595 - الخميس 22 أبريل 2004م الموافق 02 ربيع الاول 1425هـ