العدد 595 - الخميس 22 أبريل 2004م الموافق 02 ربيع الاول 1425هـ

ما بعد «الأول»

الوسط - غسان الشهابي 

تحديث: 12 مايو 2017

ظهر جليا في السنوات العشر الأخيرة أننا أمام «قصر نفس» لا يبارى، فما أن نقوم - بشق الأنفس - بتنظيم مهرجان يعقب اسمه «الأول» حتى بتنا لا نصدق أن يعقبه ثان وثالث.

هذا الأمر تجلى كثيرا في المهرجانات السينمائية التي عقدت على أرض البحرين، والتي كان أكثرها بالكاد يكتمل وينجح، حتى نرى أن القائمين عليها أصابهم القنوط من تكرار التجربة، وهذا الأمر لا يوفر تراكم الخبرات، ووضع هذه الفعاليات الثقافية على خريطة المهرجانات العربية (على الأقل) إذا لم تتسم بالاستمرارية والتصاعدية في الفعاليات حجما ونوعا، واتساعا جغرافيا.

وغالبا ما يتعذر المنظمون بقلة الدعم الرسمي، وغالبا - يا للمفارقة - ما يريدون الابتعاد عن أية «وصاية» رسمية حتى لا توسم الإبداعات بالتسييس وتدخل الدولة في ما يعرض وما لا يعرض، أو تجيير الجوائز مع ما يتسق وسياستها.

اليوم، والبحرين «تزيّت» عجلاتها الثقافية والفنية بعد سنوات نحسبها طويلة من انقطاع اللقاءات الثقافية العملاقة، برسو «أصيلة» على ترابها، نرنو إلى ألا يكون الحدث هو «الأول» فقط، بل مقدمة لأصيلات بحرينية متكررة، في موعد لا يخلفه المثقفون، ولا يتراجع عنه كل مهتم، متصاعدا إلى اتساع الأفق وشمولية قارية، سلالة متنوعة وقطوفه متدلية للقاطفين.

إنه ابتهال لكي يعود الألق الثقافي إلى وطن ظل يصدر الثقافة والعلم إلى من هم حوله، وبات يتلقى ما ينعكس من ضوء شحيح بعيد من دول كان هو محركها الثقافي، بينما مثقفوه يعانقون السراب





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً