العدد 595 - الخميس 22 أبريل 2004م الموافق 02 ربيع الاول 1425هـ

ملتقى أصيلة... غياب مسرحي مقلق للشباب

غياب الفعاليات المسرحية عن ملتقى أصيلة البحرين للثقافة والفنون عدا مسرحية واحدة، يجعل الكثير من الفنانين المسرحيين الشباب يتساءلون عن أسباب هذا الغياب، في الوقت الذي يجدون فيه أن هذا الملتقى فرصة كبيرة لابراز الطاقات المسرحية الشابة، طرحنا هنا تساؤلا بخصوص هذا الغياب فجاءت الاجابات كالآتي...

يقول الفنان المسرحي الشاب محمد الصفّار «هذا المهرجان شيء جميل للغاية، ولكن في الوقت الذي كنا نأمل منه ومن غيره من المهرجانات أن يكون فاتحة خير للاهتمام بالفنان البحريني وتهيئة الظروف الانسانية والمعيشية له كي يستطيع العطاء بشكل متميز، نجد عكس ذلك، ففي هذا المهرجان تم تهميشنا نحن الفنانين الشباب، وتم تهميش المسرح البحريني بشكل عام، ففيما عدا تلك المشاركة لكلثوم أمين ومسرحية قصة نمر، لا يوجد شيء آخر للمسرح البحريني وحتى مسرح الشارع، فحتى هذه المشاركة اليتيمة لكلثوم أمين طلبت على أساس أنها منتوج من ادارة الثقافة وليس من مسرح الصواري، وأنا أتساءل الآن لماذا الاقتصار فقط على هذه المسرحية اليتيمة في الوقت الذي يطلع فيه مسرحيونا كل يوم بالجديد؟ فحتى هذه الأيام رجع الفنان خالد الرويعي من أيام عمان المسرحية بعد أن قام بعرض مسرحيته حب بطعم الشوكولا، فهل تطلب هذه المسرحية وتعرض في الخارج دون ان يحتفى بها هنا؟».

ويضيف «ان في طرح هذه القضية اشكالية كبيرة تحيل الى واقع المسرح البحريني بشكل عام، اذا ما الهدف الذي نسعى اليه من خلال هذا المهرجان؟! أليس ابراز الجوانب الثقافية والفنية المضيئة لدينا، أم أن الأمر لا يعدو مظهرا لا غير، فمسارح البحرين الكبرى تشكوا من غياب الدعم المادي لها، فمسرح الجزيرة لا يباشر عمله المسرحي، ومسرح أوال يكتفي بعمل واحد سنويا، ومسرح الصواري يشكوا من أوضاع مالية صعبة، وكان يمكن استغلال ملتقى أصيلة في خدمة المسرح والمسرحيين، اذ إن توافر الفنانين الشباب المخلصين يعد الركيزة الأولى للمسرح، فلماذ لا يتم استثمار نشاطهم، فمسرح الصواري مثلا على رغم ظروفه الصعبة استطاع الخروج بمهرجان مسرحي للشباب الهواة، ومهرجان لأفلام الفيديو القصيرة للهواة، فالاهتمام الجدي بالتراث مثلا ولد المهرجان السنوي للتراث، فلماذا لا يكون هناك حضور اكبر للمسرح؟ انه لأجدى أن يتم بناء بنية تحتية قوية للمسرح، كعمل صالات وورش ومؤسسات انتاج تعنى بتغطية الملابس والديكور».

ولا يختلف رأي الفنان المسرحي حسين العريبي عن ذلك، وان كان يشير الى عدم تكريم الفنانين في هذا الملتقى «لا شك في أن مهرجان أصيلة ظاهرة ايجابية، ولكنها - للأسف - كثيرا ما اتخذت الطابع المخملي، الذي لا يخدم الفنانين البحرينيين، فاذا أردنا نجاح المهرجان فلابد من أن نمنح الفرصة للطاقات الشابة سواء منها المسرحية أو غيرها من الطاقات للصعود والظهور على السطح، فنحن نعاني الكثير من مشكلات المسرح أبرزها عدم وجود صالة للعرض، الى جانب تلك الصورة المقيتة التي ينظر بها الى الفنان، فلماذا لم يتم تكريم الفنان البحريني من خلال الاهتمام الكبير به، ومنحه مساحة أكبر للتعبير في هذا المهرجان، ولماذا غابت الفعاليات المسرحية؟!».

وكذلك المخرج المسرحي الشاب خالد الرويعي، يلوم الجهات المعنية كثيرا «ما يؤسف له حقا، أننا نملك من الثقافة والتميز الكثير، ولنا مشاركاتنا الكثيرة والمحترمة في مختلف الدول العربية ومع ذلك يأتي هذا المهرجان الكبير، فلا يكون لنا فيه ذلك الحضور، وقد يقول قائل إن هناك من الأسماء البحرينية التي لها حضورها، كعباس يوسف وعبدالجبار الغضبان، ولكن هذين الفنانين ليسا كل الفنانين، وليسا فنانين مسرحيين، اذا أين هو حضور المسرح؟! لا شيء، وان كنت أرى أن أكبر هنة تطال هذه المهرجان على رغم الجهود الكبيرة والرعاية الكبيرة من قبل جلالة الملك، اذ إنه المهرجان الثقافي الأول الذي يرعاه جلالته، الا أنه همش المثقف والفنان البحريني بشكل عام، فأين هي الدعوات إلينا للمشاركة وأين هي الرغبة أساسا في تعاوننا؟





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً