العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ

ندى حفاظ... الوزيرة

منيرة أحمد فخرو comments [at] alwasatnews.com

خبر تعيين ندى حفاظ وزيرة للصحة أشاع الفرحة بين صفوف النساء والرجال على حد سواء، أقول أشاع الفرحة لأننا افتقدنا الفرح منذ فترة ما بين إخفاقات الداخل والخارج حتى تحكم فينا اليأس من أي أمل في التغيير أو الإصلاح. إن تعيين ندى حفاظ خطوة كبيرة تصب في خانة التغيير والإصلاح الإداري والمجتمعي؛ أولا بسبب كونها شخصية قديرة متميزة ذات كفاءة عالية، وثانيا بسبب كونها امرأة. والمطلب الأخير هو مطلب كونيّ ملح في هذه الأيام وعلامة فارقة على خط التقدم ومواجهة تحديات العصر وذلك لعدة أسباب أوجزها في التالي:

1- إن الأمم المتحدة ومعها بقية دول العالم المتقدم اشترطت في مؤتمر المرأة الذي عقد في الصين (بيجينغ 95) تعزيز دور المرأة بإشراكها في صنع القرار، بمعنى تعيينها في أعلى مراكز صنع القرار. ويأتي تعيين ندى حفاظ كاستجابة لهذا القرار المهم الذي سارت عليه معظم الدول بتوزير النساء حتى وصل عدد الوزيرات في بعض الدول الإسكندنافية إلى 50 في المئة من مجموع أعضاء مجلس الوزراء أي توزيع السلطة بالتساوي بين الجنسين. طبعا نحن لا نطمح إلى بلوغ تلك النسبة قريبا ولكن نرى أن تعيين سيدة ذات كفاءة عالية في هذا المنصب هو خطوة أولى على الطريق الصحيح.

2- من خلال معرفتي بها باعتبارها زميلة في المجلس الأعلى للمرأة، اعتقد أن ندى حفاظ تتميز بحس إداري واطلاع واسع على مجريات الأمور خصوصا ما يتعلق منها بالمرأة والطفل والسياسات الواجب اتباعها لرفع شأن الأسرة عموما. وقد رافقتها في بعض المؤتمرات التي مثلنا فيها المجلس وكان أداؤها ومساهمتها في إثراء الحوار يدل على وعي بمتطلبات النهوض بالمرأة مع إصرار على التوازن بين ما يطلبه الخارج وبين الحقائق التي يواجهها التطبيق العملي لسياسات الإصلاح في الداخل.

3- عملت ندى حفاظ عضوا في مجلس الشورى الحالي والسابق، وعلى رغم مقاطعتي للانتخابات وعدم موافقتي على التركيبة الحالية للوضع الدستوري، فإنني هنا بصدد تقييم أداء الوزيرة الجديدة خلال عملها في مجلس الشورى، فقد كانت تبذل أقصى طاقتها للدفاع عن السياسات التي تؤمن بها. ورأيناها جميعا على الشاشة الصغيرة كم هي خطيبة مفوّهة تتحدث بعقلانية وصدق. كما مثلت بلدها في الكثير من المؤتمرات «البرلمانية» وبصرف النظر عن وجودها هناك بالتعيين من دون الانتخاب إلا أنها أثبتت، بحسب رأي الكثيرين، كفاءتها وعقلانيتها ومقدرتها سواء من حيث سرعة البت في الأمور أو الإقناع.

تلك هي ندى حفاظ... الوزيرة الأولى في تاريخ وطننا الصغير. واعتقد جازمة بأنها لن تكون ديكورا لإثبات «تطوّرنا» بتعيين امرأة في منصب تنفيذي رفيع، وإنما ستثبت لنا من خلال نجاحها في إدارة وزارة تتعلق بسلامة وصحة شعب البحرين بأكمله كيف هي المرأة حين تنجح في أداء المهمات الصعبة.

كل التهاني القلبية لك يا ندى... وآمل أن نشهد قريبا تعيين المزيد من النساء في مناصب صنع القرار، فنصف المجتمع لا يزال ينتظر دوره في الصعود إلى قطار التنمية والمشاركة

العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً