العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ

الإسراف في صيانة مكاتب المسئولين

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

المشكلة التي نعاني منها هي عملية هدر المال العام وسياسة التبذير التي تُمارس في بعض المؤسسات والوزارات، فبعض الوزراء لا يرتاح وهو جالس على كرسيه إلا إذا عاش في مكتب أشبه باليلا، وهنا يظهر البذخ والإسراف. وعندما يطالب أي موظف بدرجة أو برتبة أو بتثبيت - إذ مازالت بعض المؤسسات تعاني من العقود المؤقتة لعدد من موظفيها كما هو حادث في الأوقاف الجعفرية - يفاجئك الجمع بضعف الموازنة وما إلى ذلك. وهنا تكمن المفارقة سواء بالنسبة إلى الأوقاف أو المؤسسات أو الوزارات الأخرى، فالتباكي على الموازنة الشحيحة سمة بارزة ولكن هذه النياحة تختفي وتنتهي عندما تتعلق بالرئيس أو الوزير.

في سنة 1996 أزمع رئيس مؤسسة تجديد المكتب «المقدس الشريف» كما هي حال غالبية المؤسسات، إذا لابد من المنافسة في الإسراف حتى يصبح المكتب مناسبة لـ «البرستيج». ترميم المكاتب لـ «البَشَوات» ظاهرة صحية ولكنها قد تصبح فيروسا ينخر في الموازنة إذا وصل إلى عقل المسئول، فصيانة مكتب الرئيس في سنة 1996 كلفت مبالغ ضخمة. طبعا الصيانة ذكرتني بالطابق 12 لهيئة التقاعد الذي تخاله يلا لما فيه من إسراف وتبذير، فليس في ذلك غرابة. فما أسهل الدفع من جيب الغير. تعالوا معا لنقرأ مصروفات صيانة هذا المكتب:

(1) 2108 دنانير صيانة وعمل حمام ومطبخ للسيد الرئيس، سند رقم 36548 بتاريخ 21 أبريل/ نيسان 1996 + 1406 دنانير + 1320 دينارا +1000 دينار + 1872 دينارا .

(2) 445 قيمة أدوات مطبخ السيد الرئيس، سند الدفع 36433.

طبعا، مطبخ مهم جدا لأن القرارات الاقتصادية الكبرى تطبخ فيه. وكما يقول المثل: «مطبخ الرئيس رئيس!».

(3) 427 دينارا قيمة رخام لحمام الرئيس، سند دفع رقم 36935.

(4) 1800 دينار قيمة سجادتين إيرانيتين، سند دفع 36497.

(5) 1139 دينارا قيمة فرن وثلاجة لمكتب سعادة الرئيس.

(6) 3780 دينارا قيمة كراسي لمكتب سعادة الرئيس، سند دفع رقم 36868.

(7) 2476 دينارا قيمة سجاد وستائر لمكتب سعادة الرئيس وأشياء أخرى.

خلاصة الأمر أن الكلفة بلغت 21310 دنانير (واحد وعشرون ألفا وثلاثمئة وعشرة دنانير). وعندما تأتي وتطالب بتثبيت موظفين مضى على بعضهم أكثر من 5 أو 7 سنوات يقال لك: «سامحنه الموازنة لا تسمح بذلك... نحن نعاني من شحة، ومطالبون بالتقشف وربط الحزام».

الإسراف في الدوائر الحكومية سمة بارزة، وكل ذلك يضغط على الموازنة والأموال العامة. نحن لا نطالب بأن يكون الوزير بحجم تقشف عمر بن عبدالعزيز، ولكن أنصفوا الأموال العامة من هذا التبذير!

وعلى ذكر الأوقاف، يوجد عدد من الموظفين في إدارة الأوقاف يعانون من عدم التثبيت، فظاهرة العقود المؤقتة مازالت تضغط على هؤلاء الفقراء، كذلك يوجد موظفون لم تعط لهم درجات منذ أمد بعيد والكادر الوظيفي كادر مهلهل، وكل واحد يقوم «بترتيب وضعه» وهؤلاء الفقراء لا أحد يسأل عنهم.

إشارات

- دعونا جميعا ندعم المرأة البحرينية في تقلدها المناصب المهمة، وهذه ثقافة يجب أن نركزها في المجتمع وهي نقطة إيجابية لاشك في أنها ستعطي صورة إيجابية على مستوى الداخل والخارج، وإذا عينت ندى حفاظ رسميا فذلك ما نتمناه، فهي تمتاز بالكفاءة العالية، وعلى جميع الأطباء التعاون معها. ونتمنى أن تحقق مطالب الناس والموظفين من قبيل التغيير الإداري المنصف وتثبيت أطباء الأسنان، و300 طبيب في مستشفى السلمانية والنظر في الموازنة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً