العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ

أصيلة البحرين: انتصار الثقافة

وليد نويهض walid.noueihed [at] alwasatnews.com

كاتب ومفكر عربي لبناني

بين المغرب والخليج صلات تاريخية على رغم الابتعاد الجغرافي. ففي زمن الاكتشافات البحرية في مطلع القرن الخامس عشر الميلادي لعبت البرتغال دور القيادة. فمن يسيطر آنذاك على البحر يسيطر على تجارة العالم. ومن البرتغال كانت بداية نهضة أوروبا الحديثة. ومنها كانت بداية تراجع الإسلام عن قيادة العالم.

التاريخ أطوار والزمن مداولة. وأوروبا الحديثة بدأت خطوتها الأولى من البرتغال إذ نجحت بالالتفاف حول افريقيا (رأس الرجاء الصالح) من الوصول بحرا إلى الخليج. وبعدها جاء دور اسبانيا فنقلت أوروبا إلى العالم الجديد (اكتشاف أميركا)، وبعدها فرنسا، ثم بريطانيا، والآن جاء دور الولايات المتحدة.

منذ بداية القرن الخامس عشر حتى الآن تغيرت قيادات العالم، واختلفت الشعارات والرموز، وتبدلت الأساليب والوسائل، وبقيت الجيوش تعبر المحيطات فتصعد طورا وتنزل طورا... لكن الحقائق لم تتغير. فالمغرب هو المغرب والخليج هو الخليج. وما بينهما من صلات التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والثقافة أقوى بكثير من تلك الرحلات الاستكشافية وقوافل العابرين.

أصيلة تلك البلدة المغربية كانت البدء الأول حين استولى عليها البرتغاليون في العالم 1471م. وبعد أن دارت دورتهم حول إفريقيا كانت قلعة البحرين (البرتغال سابقا) البدء الثاني في الخليج. وبين الأول والثاني دار الزمن دورته. فأصيلة الآن في البحرين. والبرتغال رحلت وبقيت المعالم شاهدة على تاريخ مضى.

أصيلة في البحرين هي إعادة تأكيد لحقائق لا يقوى الزمن على ازالتها. فالصلة بين التاريخين لها دلالات رمزية يجب التوقف أمامها: الجيوش ترحل والثقافة تنتصر

إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"

العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً