قدم الفنان المغربي مصطفى بنيش باكورة أعمال ورشة فن الحفر على المعادن الذي كان عبارة عن لوحة سمكة زرقاء ترمز للبحرين يبين من خلالها علاقة تقارب الماء الذي يرمز إليه اللون الأزرق الذي يتحول إلى لون أخضر مع مرور الأيام ليرمز إلى خضرة الأرض، واللونين يشيران إلى علاقة الحب بين البحر والأرض اللذان أنجبا السمكة.
جاء ذلك خلال افتتاح الفنان الياباني اكيرا اباي أمس ورشة فن الحفر على المعادن التي تأتي ضمن فعاليات الملتقى في مقر الملتقى الثقافي الأهلي بحضور السفير المغربي اليزيد القادري والمنسق العام لملتقى البحرين - أصيلة للثقافة والفنون علي عبدالله خليفة والوجيه عبدالرحمن كانو.
وقال مشرف ورشة الحفر عبدالجبار الغضبان في شرحه لأعمال الورشة «إن الحفر على المعادن يعتبر أحد أنواع الطباعة المعروفة على مستوى العالم، والتي تعتمد فكرتها على الرسم على سطح معدني الزنك أو النحاس باستخدام الحبر كمادة إضافية للمواد العازلة، ثم يتم الحفر بواسطة الأحماض وبعد ذلك تتم طباعة العمل عدة مرات حتى يتم الحصول على تجربة نهائية للعمل الفني ثم تتم الطباعة النهائية له بطريقة يدوية، ويقوم الفنان بعدها بتجبير المعدنة ويطبع منها النسخ التي يقررها ويرقمها بصورة متسلسلة ثم يدمر القطعة المعدنية التي حفر فيها حتى لا يتم تحويلها إلى عمل تجاري»، موضحا «أن الأحماض المستعملة في الرسم هي أحماض مخففة لتجنب خطورة آثارها على أن تتم تهوية المكان الذي يمارس فيه الرسم، أما عن المعدن المستخدم فيستخدم النوع الهش أو اللين الذي يتفاعل مع الأحماض بشكل قوي».
وقال «إن التقنية المستخدمة في هذا النوع من الفن تختلف من شخص إلى آخر، إلا أن المفاهيم الأساسية فهي في النهاية موحدة بين جميع الفنانين».
وأشار الغضبان إلى أن عدد المشاركين في الورش هم 17 من الفنانين، 7 بحرينيين وهم علي مبارك وجعفر العريبي وأصغر إسماعيل وكريم العريض وعباس يوسف وأحمد عنان إضافة إلى عبدالجبار الغضبان، ومن المغرب يشارك ثلاثة فنانين وخمسة فنانين من الصين واليابان والبيرو إضافة إلى سوداني وبنغالي».
أما عن مشاركته في أصيلة المغرب فقال الغضبان «إنه شارك في العام 1990 بعدد من الأعمال في مجال الجرافيك وأقام فيها معرضا فنيا لأعماله بمشاركة الفنان البحريني جمال عبدالرحيم».
أما نائب السفير المغربي علاء الدين بنهادي فأشار إلى أن فعاليات الملتقى «تأتي ضمن الديناميكية الجديدة في العلاقات البحرينية المغربية منذ تولي السفير القادري مهماته، وما تلاه من تشكيل لجنة عليا مغربية بحرينية تبعتها لقاءات عدة على مستوى رفيع تكللت بهذا الملتقى الثقافي الذي شكل بداية لعمق العلاقات بين المملكتين»، مشيرا إلى أن «فكرة الملتقى دليل على أن تواصل الشعوب وتلاقح الأفكار والثقافات أمر ليس ممكنا فقط، وإنما واقع حقيقي يجسده حدث الملتقى أصيلة»، و«إن أصيلة المغرب من المحيط وأصيلة البحرين من الخليج يمتد بينهما جسر ثقافي وحوار مفتوح».
وأكد أن «ما حققته تجربة أصيلة المغرب على مدى ربع قرن بمجهودات رئيس المهرجان محمد بن عيسى وزميله محمد المليحي من إنجازات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، نقل إلى البحرين في صورته الراهنة لتنطلق البحرين من خلال الواجهة الثقافية للفن والأدب لتنفتح بتجربتها الإصلاحية على الخليج وعلى المنطقة عموما في اتجاه المجال الآسيوي».
أما ما يميز التجربة في البحرين عن نظيرتها في المغرب، فذكر أن «جانب الإبداع لدى الشخصية البحرينية التاريخية يمثل القيمة الإضافية لهذا الحدث الثقافي الفني، وإن الفعل الثقافي في أي موقع جغرافي ومن مجتمع عربي إلى آخر عربي هو عمل جماعي يؤسس للبناء والإضافة والإستمرارية والمشاركة، وهذا ما يؤكد أن الأفكار تنطلق من المشرق العربي لتجد لها حاضنا في المغرب العربي، وذلك من خلال الأفكار والمبادرات الثقافية والفنية التي تخترق المجال بين جناحي العالم العربي».
المصلى- أحمد الصفار
أجساد تراوح مجيئا وذهابا بين آلات تفرقت في قاعة العمل، فهذا يدور عجلة جهاز الطبع وذاك يحفر في إحدى المعادن وذاك يعد قطعته لطبعها فوق إحدى الأوراق وآخر آثر مساعدة الجميع، ومن بين هذا كله اقتطفنا بعضهم ليكون مع فناني النحت على المعادن المشاركين في ملتقى أصيلة هذا اللقاء:
الفنان القطري يوسف أحمد عبر عن مشاركته بالقول «أسعدني الحظ حين دعيت في العام 83 للمشاركة في مهرجان أصيلة، فقد كنت من أوائل الذين اشتركوا في هذا المهرجان، إذ مكثت هناك شهرا كاملا مع فنانين لهم تجارب سابقة وأنجزت عدة أعمال فنية هناك، وحتى انني شاركت بأحد أعمالي في هذا المهرجان في بينالي القاهرة في العام 86».
أما الفنانة المغربية مليكة أغيزمن فقد أكدت «أهمية هذا الملتقى في مد جسور التبادل الثقافي»، وقالت «هناك نخبة من الفنانين في هذا الملتقى لهم تجاربهم المهمة التي تسهم في إثراء التجارب الأخرى وتدعمها وبالتالي تخلق نوعا من التبادل الثقافي بين الدول المختلفة، فنحن في المغرب في مجال الحفر قد امتدت تجربتنا في مجال الحفر لخمس وعشرين عاما وظفت في مهرجان أصيلة وهي تشمل استخدام تقنيات حديثة يعكف على تعلم استخدامها تلاميذ مدارس الفنون الجميلة حاليا».
أما عن أهمية مشاركة الفنانيين العرب في هذا الملتقى أجاب الفنان البحريني جعفر العريبي قائلا «المشاركات تعتبر مثل الفرص التي لابد للمشتغل بالفن أن يشارك بها لأنه مثل هذه الفرص يصعب تكرارها، فهي فرصة كبيرة لاستغلال وتبادل الخبرات، وعموما هناك الكثير من الفنانين المغاربة واليابانيين وهو ما سيخلق مجالا للتبادل الثقافي والتعرف على عادات وتقاليد الدول الأخرى».
الحفر على المعدن يعتمد أساسا على عمل تأثيرات معينة على قطعة من الزنك أو النحاس، وبما أن سطح الزنك أملس فإنه عندما يتعرض لبعض التأثيرات بواسطة الحمض أو الخدش فإنه يتباين إلى سطوح مختلفة الملامس، وهذه السطوح هي التي تكون الموضوع أو التكوين المراد طباعته، والخطوة التي تليها تكون بعمل تحبير لهذه القطعة المعدنية ومن ثم تنظيف القطعة مرة أخرى، ما سيؤدي إلى وجود معرضة لوجود الحبر فيها وأخرى تكون معرضة بشكل أقل، وبعد ذلك تتم عملية طباعة هذه القطعة من المعدن أو النحاس على الورق بواسطة مكبس معد خصيصا لطباعة هذه القطعة
العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ