العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ

أدونيس: المغرب جسر بين الثقافات

في إطار اللقاءات الدولية للشعر التي ينظمها المعهد الثقافي الفرنسي بالمدينة ما بين 31 مارس/آذار الماضي و4 أبريل/نيسان الجاري، أحيا الشاعر العربي الكبير أحمد سعيد المعروف بـ «أدونيس» ليلة يوم الخميس الماضي بقصر الباهية الأثري في مدينة مراكش - 330 كلم جنوب الرباط - أمسية شعرية.

وفي كلمة له بالمناسبة قال «أدونيس» إن المغرب بلد نموذجي يساهم في وضع جسور الحوار بين الثقافات ليسود الوئام والتفاهم بين الشعوب»، لينتقل بعد ذلك إلى التحدث عن مدينة مراكش التي وصفها بأنها «مسرح تتداخل فيه لحظات الغياب والحضور والوعي واللاوعي والسحر والمادة والحلم والواقع والأمس والآن»، كما شبه في كلمته الافتتاحية العاصمة التاريخية للمغرب بأنها «باب تدخل منه إلى الطفولة أي إلى الشعر لدرجة أن الشيخوخة تبدو على الأقل أنها طالعة لتوها من المهد».

لينتقل أدونيس بعد ذلك الى الحديث عن أهمية الشعر وخصوصا في مثل الظروف الحالية التي يمر بها العالم وفي مقدمته العالم العربي معتبرا أن «الشعر لا يغير العالم ولا يساهم بشكل مباشر في الحد من تنامي ظاهرة العنف والحروب التي تدمي الإنسانية في هذا القرن»، بل إن مهمة الشاعر حسب أدونيس هي «كتابة شعر جميل يوقظ في أعماق الإنسان تماهيات الحلم والرغبة في التعاطف مع ضعاف هذا العالم».

وخلال هذه الأمسية التي حضرها جمهور غفير اكتظت به جنبات إحدى قاعات قصر الباهية التاريخي وافترش الكثير منهم الأرض قصد الاستماع لصوت أدونيس وهو يقرأ مقتطفات من آخر ديوان له تحت عنوان «أول الجسد آخر البحر» ومن قصيدة نظمها سنة 1991 عن الأوضاع في العراق تحت عنوان «كتبت لي وردة الأسئلة».

وتميزت الأمسية كذلك بقراءات شعرية لمقتطفات من قصائده التي ترجمت إلى الفرنسية من طرف مترجمة أعماله آن واد منكوفسكي التي بدأت إنجاز هذه الترجمة سنة 1983 ونيكول بانشارا التي نظمت أولى اللقاءات بين شعراء من فرنسا والعالم العربي سنة 1987 في كل من مدينتي غرونوبل الفرنسية ومراكش المغربية. كما استمتع الحضور بالأداء الجميل لبعض الأغاني القديمة والموشحات للفنانة المغربية إحسان الرميقي على نغمات العود عزفها مولاي علي مول العود.

يذكر أن الشاعر أدونيس وكما جاء في مقدمة الحفل أحد المساهمين الرئيسيين في النهضة الشعرية العربية إذ اجتمعت في شخصيته موهبة المبدع المرهف والمفكر النظري الذي يقترح القيام بقراءة صارمة للموروث الشعري العربي.

وعلى امتداد مسيرته الأدبية أصدر أدونيس مجموعة من الدواوين منها: «أغاني مهيار دامسين» و«قبر لنيويورك» و«زمن المدن» و«كرونولوجيا الأغصان» و«الشموس الثانية» و«المتفردون» و«لمس الضوء»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً