العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ

زمن الأقوياء... رواية لفلسطينية في السادسة عشرة

على رغم أن عمرها لا يتجاوز الستة عشر عاما فإن الفتاة الفلسطينية (مي تايه) تقدم من خلال هذا العمل زمن الأقوياء تجربة تنبئ بموهبة أدبية كبيرة، اذ بدأت مي بهذا النوع من الفن وهو الرواية والذي يعد أصعب الأشكال الفنية ما يشير الى ثقافتها الواسعة وخيالها الخصب وهو ما نتمنى أن يكون باكورة لأعمال أخرى تقدمها في المستقبل.

وتتناسب الرواية مع القارئ الذي أعدت له فهي رواية للفتيان فيها روح قصص هذه المرحلة العمرية والتي يسيطر عليها حب المطاردات البوليسية والعمل السري، أو بمعنى آخر روح المغامرة وهي تعيد الى الذهن روح مجموعات روايات «عبير» العاطفية التي لقيت انتشارا كبيرا على مستوى الفتيان والفتيات العرب وكذلك مجموعات قصص الألغاز التي تقدم للشريحة نفسها.

ولعل أهم ما يميز العمل هو تمكن مي من اللغة والتي تبدو طيعة في يديها في حدود مرحلتها العمرية وهو تمكن يفتقد في البعض ممن يقدمون على مثل هذه الأعمال من بعض الكبار.

وبعيدا عن المضمون فإن إقدام مي على الكتابة وبهذه الروح لرواية تصل صفحاتها الى نحو 121 صفحة عمل يستحق التشجيع والتقدير والرعاية.

إن بدايات المؤلفة صغيرة السن رائعة، وتؤهلها بحق لأن تكون روائية متميزة وخصوصا أنها تعيش تجربة حياتية تتميز بالثراء فهي ابنة معسكر جباليا الذي لم يهدأ طوال ثلاثين عاما ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي ورجال مخابراته الذين اجتهدوا في اخضاع هذا المعسكر لكنهم فشلوا، فالمأساة الفلسطينية والمطاردات الفدائية إنما يمكن أن تقدم مجالا خصبا الى المؤلفة مثلما أثرت خيال الكثير من الروائيين الفلسطينيين، ذلك أن النجاح الأكبر هو من خلال التعبير عن القضايا المحلية وتحويلها الى قضايا إنسانية عامة، وإن كان يبقى على رغم ذلك تقدير المجهود الرائع الذي تقدمه مي في عملها وضرورة رعايتها لإنماء الإمكانات الروائية الجميلة لديها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً