اللقاء الأسبوعي بين الوزراء والصحافة اشتمل أمس على استعراض قدمه وزير الصناعة حسن فخرو ووكيل الوزارة نادر المؤيد، ولعل من أهم ما تطرق إليه الوزير أمس هو المشروع الجديد الذي تنوي الوزارة طرحه وهو إقامة Technology Park (مركز للتقنيات المتطورة والحديثة) في الحد بعد أن تتسلم وزارة الصناعة المنطقة الصناعية في منتصف مايو / أيار المقبل. حاليّا تشرف وزارة الأشغال والإسكان على إكمال المنطقة الصناعية ثم تتسلم وزارة الصناعة المنطقة للبدء بعدة مشروعات متكاملة لدعم استراتيجية التنمية الصناعية. «بيت التمويل الكويتي» بالاستعانة بـ «اليونيدو» الذي سيكون الذراع الاستثمارية في هذا المشروع وهو ما سيعزز المستقبل الصناعي في البلاد نظرا إلى ما لِبيت التمويل من سمعة حسنة وقدرات مالية ضخمة لدعم المشروعات الناجحة على المدى البعيد.
وزير الصناعة كان واضحا فيما ينوي القيام به، وهو الاستفادة الكاملة من الموارد البشرية البحرينية ومن الفرص المتاحة أمام البحرين والتي ستتعزز مع توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية خلال هذا العام، كما هو مؤمل. والمفاوضات الحالية أدت إلى استعداد شركات كثيرة للانتقال إلى البحرين وهناك شركات من دول آسيوية وشرق آسيوية وخليجية تسعى حاليا إلى المجيء إلى البحرين استعدادا إلى ما سينتج عنه اتفاق التجارة الحرة.
أثناء الحديث ذكرت عدة صناعات ومهن يمكن للبحرين الولوج فيها وهي متنوعة بين المهن قليلة الدخل والتي يستطيع الفرد امتهانها بسرعة وبين الأكثر تطورا وتحتاج الى المركز التقني الذي سيبدأه بيت التمويل الكويتي. من المهن التي تستوعب أيدي عاملة وهي سهلة المنال وتحتاج إليها السوق الأميركية بكثرة صناعة الألبسة. فحاليا هناك 11 ألف عامل في هذه الصناعة بينهم 3700 بحريني ينتجون مردودات سنوية تقدر بـ 800 مليون دولار.
لكن هناك على الطرف الآخر مهنا متطورة جدا وتحتاج إلى المراكز التقنية، مثل البرمجيات الحاسوبية. فالهند أصبحت أفضل دولة في العالم تنتج برامج للحاسوب واقتصادها في هذا المجال يتطور بسرعة حاليا. المعاشات التي يحصل عليها الهنود العاملون في هذه الصناعة مرتفعة وتعادل في قوتها ما يحصل عليه نظراؤهم في الدول المتقدمة. والبحرينيون يستطيعون القيام بمثل هذه المهمات وباستطاعتنا أن نجتذب بعض الشركات الهندية المتطورة لنبدأ بقوة في هذا المجال. ولعل زيارة سمو رئيس الوزراء الأخيرة للهند تنفعنا في هذا المجال.
هناك مهنة أخرى وهي مطلوبة ويمكن من خلالها توظيف مجموعات كبيرة من الناس، وهي ليست متطورة مثل البرمجيات وليست منخفضة الدخل مثل صناعة الألبسة، تلك هي مراكز الاتصالات الهاتفية لخدمات المصارف، أو ما يسمى بـ Call Centres. فحاليا عندما يتصل زبون في بريطانيا بمصرفه في بريطانيا لإجراء عملية مصرفية يتصل برقم داخلي ولكن ترد عليه امرأة في بنغلاديش أو الهند وتقوم بكل الأعمال المصرفية المطلوبة على رغم بعد المسافات. البحرينيون يستطيعون تقديم مثل هذه الخدمة لمعرفة كثير منهم الإنجليزية وطريقة التعامل مع الحاسوب. أمامنا فرص كبيرة ونستطيع - بإذن الله - الصعود ببلادنا الى مصاف الدول النامية نموا حقيقيا
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 593 - الثلثاء 20 أبريل 2004م الموافق 29 صفر 1425هـ