أعلنت هندوراس أمس أنها ستسحب جنودها العاملين في إطار فرقة «بلاس الترا» التي تقودها اسبانيا من العراق في أقرب وقت ممكن، ولمحت تايلند الى أنها ستسحب قواتها إذا تعرضت لهجوم أو إذا خرج العنف عن نطاق السيطرة. وقال شهود عيان إن القوات الأميركية بدأت بتسلم مواقع القوات الاسبانية حول النجف. وذكرت صحيفة «لاراثون» الاسبانية أن عددا من رجال المخابرات توجهوا سرا منذ أسبوع إلى النجف والتقوا بممثلين للزعيم مقتدى الصدر وطالبوه بعدم مهاجمة القوات التي تقرر سحبها. وفي هذه الأثناء أعلن قائد شرطة النجف علي اليساري أن قواته عادت إلى مواقعها في المدينة والأحياء الأخرى. وفي الإطار ذاته دعا المرشح المستقل للرئاسة الأميركية رالف نادر إلى سحب قوات بلاده من العراق في غضون ستة أشهر.
ميدانيا قتل ثمانية عراقيين في الفلوجة حين دمر جنود المارينز ثماني سيارات على رغم الهدنة وعودة بعض الأسر إلى المدينة. وقال الجيش الأميركي إن رجال المقاومة أطلقوا قذائف مورتر على سجن أبوغريب ما أسفر عن مقتل 21 محتجزا. كما كشف المؤتمر الوطني انه تم تعيين المحامي سامي الجلبي رئيسا للمحكمة التي سيمثل أمامها الرئيس المخلوع صدام حسين.
بغداد، عمّان، عواصم - عصام العامري، حسين دعسة، وكالات
أمر رئيس هندوراس ريكاردو مادورو أمس بسحب 368 عسكريا أرسلوا إلى العراق لدعم التحالف «بأسرع وقت ممكن». وقال: «لقد أبلغت الدول الأعضاء في قوات الائتلاف ودول أخرى صديقة أنني قررت سحب جنود هندوراس من العراق». إلا انه لم يؤكد موعدا محددا لعملية الانسحاب.
وطلبت الولايات المتحدة في وقت سابق توضحيات بشأن قرار هندوراس الذي جاء بعد يوم من إعلان رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو سحب 1400 جندي من العراق.
كما قال رئيس الوزراء التايلندي ثاكسين شيناواترا أمس إن بلاده ستسحب قواتها من العراق إذا تعرضت لهجوم أو إذا خرج مستوى العنف عن نطاق السيطرة بشكل أكبر من الآن. وذكر أنه إذا تدهور الوضع بشكل يحول دون مواصلة الفرقة التايلندية لمهمتها الإنسانية على بعد مئة كيلومتر جنوب بغداد فإن القوات ستسحب، مضيفا أن الفرقة التايلندية لم تطلق عيارا ناريا واحدا بدافع الغضب.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول انه تلقى تأكيدات بالتضامن من جميع أعضاء التحالف وذلك بعد قرار كل من إسبانيا وهندوراس سحب قواتهما. فيما اعتبر عضو مجلس الحكم نصير الجادرجي قرار إسبانيا وهندوراس «بأنه شأن داخلي»، وأضاف: «إننا نرى في هذا القرار شأنا داخليا وأمرا يخص إسبانيا وهندوراس وحدهما».
وأكد الجادرجي ان قرار اسبانيا وهندوراس «سيعزز من مطالبنا بضرورة أن تتولى القوات العراقية عملية إدارة الملف الأمني وحفظ الأمن والسلام في البلاد ». ومن ناحيته قال رئيس الحكومة الاسترالية جون هاورد إن التهديدات التي صدرت في العراق بخطف استراليين لن تدفع استراليا إلى سحب قواتها. وكان متحدث باسم الزعيم المتشدد مقتدى الصدر أعلن أن الاستراليين هدف شرعي لخاطفي الرهائن.
وقال فؤاد طرفي احد المتحدثين باسم الصدر في مقابلة اذاعية من النجف: «نعم لدينا معلومات عن محاولة البعض خطف استراليين وأميركيين وهم يحاولون خطف جنود وضباط أو رعايا من جميع البلدان التي تشارك في احتلال العراق».
واعتبر هاورد أن هذه التصريحات لن تدفع استراليا إلى تغيير سياستها «ما دامت لم تنجز المهمة التي تريد القيام بها». وأضاف: «لا أظن أن الكثير من الاستراليين يرغبون في أن تذعن حكومتهم وقواتهم المسلحة لهذا النوع من التهديدات».
من جهتها استبعدت القيادة العسكرية الإيطالية تولي مسئولية القطاع الذي تخلت عنه القوة الإسبانية «لان القوات الإيطالية تعمل بأقصى طاقتها». وقال شهود عيان إن القوات الأميركية بدأت أمس بتسلم المواقع التي كانت القوات الإسبانية متمركزة فيها حول النجف.
في غضون ذلك عادت خمسون عائلة على الأقل إلى الفلوجة أمس تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه مع وجهاء المدينة وأعلنته قوات التحالف. وقال ضابط في قوات المارينز على حاجز انه «سمح لخمسين عائلة بالدخول، وسيسمح لخمسين عائلة أخرى في الغد وخمسين بعد غد».
واضطرت العائلات التي سمح لها بالدخول إلى السير قرابة أربعة كيلومترات للوصول إلى المنازل الأولى في المدينة التي بدت هادئة. وقام عناصر من المارينز بمساعدة عناصر من الشرطة والدفاع المدني بالتدقيق في هويات الداخلين وتفتيشهم.
وأعرب فؤاد الراوي عضو المكتب السياسي في الحزب الإسلامي الذي يتزعمه محسن عبدالحميد والذي يقوم بعملية التفاوض عن «تفاؤله» بتقيد المقاتلين بعملية وقف إطلاق النار من اجل عودة الأمور إلى طبيعتها.
وعلى رغم ذلك نفذ المارينز سلسلة من العمليات المحددة ضد عراقيين يشتبه في تقديمهم دعما لوجستيا او ماليا للمسلحين. وأضاف مسئول أن «هذه العمليات استهدفت، وبقدر من النجاح أشخاصا أو شبكات على الحدود مع سورية أو في بلدات تقع قرب الفلوجة».
وذكرت قوة المهام المشتركة أن جنود مشاة البحرية اكتشفوا كمية كبيرة من الأسلحة في محافظة الانبار الاثنين والأحد. وقالت القوة في بيان إن الجنود اكتشفوا منصة إطلاق صواريخ قرب الحدود السورية الأحد. وأبلغت حرس الحدود العراقي.
من جهته قال عضو في مجلس الحكم أمس إن المفاوضات مع أهالي الفلوجة ومع الصدر مازالت جارية وتسير بشكل جيد.
كما قال متحدث المرجع الديني السيدعلي السيستاني انه يدين الطريقة التي تتعامل بها قوات الاحتلال مع الحوادث التي وقعت في الأيام الماضية. وقال: «إن السيستاني دعا في أكثر من فتوى القوى السياسية والاجتماعية وأبناء الشعب إلى المساهمة بصورة فاعلة بوضع حد للمأساة التي يواجهها العراقيون في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ هذا البلد العريق».
وأكد ممثلو المراجع الدينية في النجف أن المراجع لن يغادروا المدينة في حال تعرضها لهجوم وقالوا لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها كبار المراجع وفي مقدمتهم السيستاني إلى مثل هذا الخطر.
ميدانيا، عُلم من مصادر أميركية وعراقية أن خمسة جنود أميركيين وثلاثة مدنيين عراقيين أصيبوا بجروح في انفجار قنبلتين لدى مرور قافلة في الموصل. وأكد متحدث باسم قوات التحالف أن 21 شخصا قتلوا أمس وأصيب نحو مئة بجروح إثر سقوط قذائف مدفعية على مركز اعتقال أبوغريب.
كما ذكر بيان لوزارة الدفاع الاوكرانية أن قوا ت المشاة الاوكرانية قتلت خمسة عراقيين في منطقة محافظة واسط جنوب شرق بغداد. وأعلن مصدر في قوات التحالف إقصاء قائد شرطة الكوت ومعاونه من منصبيهما بعد فشلهما في السيطرة على المدينة خلال المواجهات الأخيرة. وأصيب خمسة جنود بريطانيين في حادثين منفصلين. وأعلن وفاة جندي أميركي متأثرا بجروح أصيب بها في الموصل.
القاهرة - وكالات
رحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس بقرار إسبانيا سحب قواتها من العراق. وقال في بيان إن قرار إسبانيا «مهم (...) وسيكون له دوره بالنسبة إلى الحسابات القائمة بشأن المسألة العراقية».
ولم يستبعد موسى أن توفد الجامعة بعثة إلى بغداد لتقريب وجهات النظر بين فئات الشعب العراقي لافتا إلى أن الجامعة تجري وباستمرار مشاورات مع كل الشعب العراقي
العدد 593 - الثلثاء 20 أبريل 2004م الموافق 29 صفر 1425هـ
