لما بدأ التخطيط في العام الدراسي 1987 - 1988 لافتتاح المرحلة الثانوية من مدرسة ابن خلدون الوطنية، قرر مجلس الإدارة دعوة أولياء الأمور لمناقشة الأسس والمبادئ التي ستعتمدها المدرسة في تخطيط مناهج المرحلة الثانوية واختيار الشهادات النهائية.

واستعان مجلس الإدارة أيضا بعدد من الاخصائيين التربويين من داخل وخارج البحرين.

في ختام هذه المرحلة تم اعتماد الأسس والمبادئ التالية بأكثرية تفوق 95 في المئة من المشاركين، فقد أقر المشاركون مبدأ فتح الصفوف الثانوية بعد اكتمال المرحلة الإعدادية، وكذلك مبدأ اعتماد مناهج متنوعة تشمل دراسة ستة مواضيع أساسية في كل عام دراسي بالاضافة إلى التربية الاسلامية، ومادة الاجتماعيات واللغة العربية، والرياضة البدنية، والفنون. كما أقر المشاركون مبدأ تنمية المهارات الدراسة مثل تحضير المشروعات والأبحاث وكتابة التقارير وتنمية الفكر الناقد والمشاركة بالأنشطة الاجتماعية والقيادية، والأنشطة اللامنهجية... حتى ينمو الطالب نموا متكاملا وثريا في تنوعه. ورفضوا بشكل قاطع اعتماد أي برنامج دراسي ينحصر في دراسة مادتين أو ثلاث مواد كنظام A Level الانجليزي.

ومع الاعتراف بواقع اختلاف الطلاب بالنسبة إلى اهتماماتهم الدراسية إلا أن المشاركين أقروا مبدأ الزام جميع الطلاب بدراسة ست مواد أساسية بغض النظر عن اهتماماتهم الفردية، مع إعطائهم فرصة اختيار مستويات دراسية مناسبة لكل مادة من المواد. وبهذا يحصل كل طالب على جذع مشترك في المواد الست مع امكان تعمق بعض الطلاب في بعض هذه المواد تعمقا يدعم دراستهم الجامعية.

طبيعة المناهج الدراسية

بناء على ذلك وبعد دراسة الأنظمة التعليمية في دول عربية وغربية تبين أن النموذج الذي يبلور المبادئ المعتمدة على أفضل شكل هو نموذج البكالوريا الدولية، إذ يدرس كل طالب وفي كل سنة من سنوات المرحلة الثانوية ست مواد أساسية تتوزع على ست مجموعات وعلى الشكل الآتي:

- اللغة العربية أو اللغة الانجليزية.

- اللغة الانجليزية واللغة العربية.

- مادة الاجتماعيات.

- العلوم.

- الرياضيات.

مجموعة من مواد مختلفة تشمل الفن، الموسيقى، المسرح، الكمبيوتر والمجتمع، اللغات القديمة، الخ.

وتجدر الاشارة إلى أن كل مادة من المواد المذكورة في هذه المجموعات الست تأتي على مستويين: المستوى العادي والمستوى العالي في البكالوريا الدولية، بينما أضافت عليها مدرسة ابن خلدون المستوى الأساسي في بعض المواد لمساعدة الطلاب الذين قد يواجهون صعوبات كبيرة لدراستها في المستوى العادي، ونذكر منها اللغة الانجليزية، والرياضيات، ومادة مدخل الى علم الاقتصاد، ومادة العلوم العامة.

اختيار الطالب للمواد الدراسية

على كل طالب في كل سنة من المرحلة الثانوية اختيار خمس مواد بالاضافة إلى مادة سادسة يمكن له أن يختارها أما كمادة ثانية من المواد الاجتماعية أو مادة ثانية من مواد العلوم أو إحدى مواد المجموعة السادسة.

واختيار المادة السادسة هو الذي يميز بين توجه الطالب نحو الاجتماعيات أو العلوم. وتجدر الاشارة إلى أنه بخلاف المناهج البريطانية أو الأميركية، لا يسمح للطالب بأن يتوقف عن دراسة الرياضيات مثلا أو العلوم أو الاجتماعيات في أي صف من المرحلة الثانوية، وهذا ما يجعل نموه الفكري أو الأكاديمي نموا متكاملا ومتوازنا.

المهارات الفكرية العامة

تدل جميع الدراسات بشأن احتياجات الانسان العلمية أو التربوية في زمننا هذا أن الأهمية الأساسية لا تكمن في المواد والمقررات الدراسية التي حصل عليها في دراسته الثانوية أو حتى الجامعية، انما ترتكز على قدرة الطالب على متابعة تعلمه مدى الحياة وبشكل مستقل. عليه، فإن دور المدرسة يكمن في حسن تأهيل الطالب للتمكن من متابعة نموه الفكري والعلمي بعد انتهاء دراسته الجامعية، وذلك من خلال تنمية المهارات الآتية:

الاستقلالية في العمل والمثابرة.

القدرة على البحث في المراجع المطبوعة والالكترونية وتحليلها باستعمال الفكر المنفتح في الوقت نفسه.

تأهيل الطالب من أجل حسن استعمال وقت الفراغ.

تنمية حس المسئولية الاجتماعية عند الطالب.

عليه، فإن مجموعة أنشطة منهجية ولا منهجية تكمل البرنامج التربوية للقسم الثانوي، نذكر منها:

- تحضير الأبحاث والتقارير.

- استخدام تكنولوجيا المعلومات والبحث.

- برنامج الخدمة الاجتماعية.

- الفرق الرياضية والنوادي المختلفة.

وبعد أكثر من 15 سنة، اثبت هذا النظام نجاحه الى حد كبير، ليس فقط في تحصيل الطلاب خلال وجودهم في المدرسة، انما في قبولهم في الجامعات ونجاحهم فيها، وبعد ذلك في أدائهم في الحياة المهنية.

مدير مدرسة ابن خلدون الوطنية، والورقة مقدمة إلى «مؤتمر تطوير التعليم الثانوي في ظل توحيد المسارات» الذي عقد الأسبوع الماضي