ها هي «أصيلة» تحط اليوم رحالها على أرض دلمون... طارحة فعالياتها لأول مرة خارج حدودها المغربية التي لطالما احتضنت ألوان الثقافة العالمية في ديار اهالي اصيلة الذين ينتظرون على الدوام هذه التظاهرة السنوية بفارغ الصبر... وهي تظاهرة عالمية ثقافية لا تقل أهمية عن فعالية الفورمولا 1 الرياضية.
غير أن «أصيلة» هذا العام لن تحفل بوجوه اعتادتها في مهرجاناتها السابقة... ففي هذا العام يغيب عنها أديب المغرب الكبير محمد شكري... صاحب «الخبز الحافي» و«الشطار» و«وجوه» وغيرها من أعماله الروائية الرائعة.
شكري الذي كان لا يغيب عن «أصيلة» ويحرص على حضور هذه التظاهرة الثقافية بشكل سنوي غاب عنها اليوم من دون أن يدري أن رحالها حطت هذا العام في البحرين لتنطلق في فضاءات المنامة والمحرق الى قريتي المالكية والجسرة مكللة بفعاليات لا تعد ولا تحصى من الفن والمسرح والادب والموسيقى.
شكري رحل... ولم ير «أصيلة» في المنامة بل ومن دون أن يطالعنا بمفاجآته الادبية وافكاره الشقية التي قد لا يتقبلها الجميع لشدة جرأتها وحرارة كلماتها.
إن كان شكري جزءا من «أصيلة» المغربية... فها هي اليوم اصيلة... المنامة.... المحرق... كرباباد... باربار... سار والبقية تأتي من حيث عبق التاريخ والحضارات... ومن حيث جاء شكري من عبق «طنجة» إلى «أصيلة»... فيا ترى هل يتكلل ذلك بالنجاح بين مدن وقرى البحرين وتنجح «أصيلة» خارج ديارها ام ترجع محبطة... مثقلة كما حدث لفعاليات أخرى خسرت البحرين فيها وجهها الحضاري بسبب حماقات عدة؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 592 - الإثنين 19 أبريل 2004م الموافق 28 صفر 1425هـ