العدد 592 - الإثنين 19 أبريل 2004م الموافق 28 صفر 1425هـ

المرفأ المالي ... حلم يقترب من التحقق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

منذ أكثر من عام والجميع يسمع عن المرفأ المالي المقررة إقامته على ساحل المنامة، وحديثا بدأت بعض الملامح الأولية تظهر على السطح. مبنى التأمين الذي يقع داخل المرفأ بدأ يرتفع ومن المتوقع ان يكتمل خلال ثمانية عشر شهرا، والمبنى الرئيسي يفتتح خلال ثلاثين شهرا، وهذا المبنى لوحده سيعادل حجمه ثماني مرات حجم مجمع العالي، وسيحتوي كل مبنى على مواقف سيارات في الطابقين الاولين، وسيحتوي المرفأ على مجمع مالي وبرجين وتسهيلات تشبه ما هو متوافر في احدث الأحياء المالية العالمية، بما في ذلك فندق كبير وشقق سكنية ومحلات تجارية ومسرح وقاعة للفنون والبرامج والمؤتمرات الكبرى صممت على شكل يدور حول لؤلؤة بحرينية.

منذ فترة وأنا أتابع المصمم الرئيسي للمرفأ، المهندس أحمد أبو بكر جناحي، وكان لي لقاء معه في مكتبه قبل أسبوعين أعده من أفضل اللقاءات. مكاتبه تقع في الطابق الثالث والعشرين من برج بنك البحرين الوطني ولذلك فهي تطل من الأعلى على المرفأ مباشرة، وهو يستطيع رؤية كل ما يدور على الأرض. وتجده يخاطبك: بعد عدة أشهر سترتفع انظارنا الى الاعلى بدلا من الأسفل، لان ارتفاع البرجين سيكون اعلى من الاسفل الذي ننظر اليه.

الأخ أحمد كانت بداياته (في العام 1988) متواضعة واليوم لديه من الامكانات ما أهله لأن يفتح فروعا لشركته في اوروبا وجنوب افريقيا وشرق آسيا، وهو بذلك يثبت ان الخبرة البحرينية قابلة للتصدير. نحن نستورد الخبرات في أكثر الأحيان، ولكن شركة معمارية واستشارات في تطوير الأعمال استطاعت أن تدخل أسواقا عالمية وتقدم خدمات وتنافس على أساس عالمي. وأعمال مثل هذه هي من أفضل النماذج لـ «الاقتصاد المعرفي» المتطور الذي ينمو بقيمة عالية في السوق المحلية ويستطيع اختراق الأسواق الأخرى.

إن أحلامه تبدأ من تشكيل الطين الذي يحتفظ به في منزله، وبعد أن يشكل الطين على هيئة معينة لتنفيذ احدى الافكار يقوم بنقل الشكل الثلاثي إلى الكمبيوتر، ومن هنا ينطلق الى مزيد من التطوير. المستقبل يصبح حقيقة مع وجود العزم والارادة والدعم الرسمي والأهلي، وما نحتاج إليه هو ان نقدم الأنموذج الذي يمكن من خلاله اثبات قدراتنا نحن البحرينيين... أن نبتكر الأفكار وأن ننفذها على الأرض ونرتفع بسمعة بلادنا الى الاعلى، تماما كما سيرتفع برجا المرفأ المالي عما قريب.

البحرين مازالت - على رغم المنافسة - هي المركز المالي الرئيسي في الشرق الأوسط، واستثمار أكثر من مليار دولار لانشاء مدينة صغيرة (المرفأ المالي) بالقرب من فرضة المنامة وباب البحرين هو أفضل هدية تقدم إلى المنامة التي تكاد تفقد خاصيتها التاريخية.

الحديث عن المرفأ المالي وربطه بباب البحرين ليس غائبا عن الأخ احمد، فما إن ذكرت له باب البحرين واذا به يستخرج دراسة متكاملة قدمها الى مجلس الوزراء لتحويل المنطقة الممتدة من مبنى البريد الحالي حتى موقف فندق الريجنسي الى مبنى من ثلاثة او أربعة طوابق يحتوي على مواقف سيارات في الطابقين الأولين وسوق مفتوحة على السقف، وتمتد السوق طولا وعرضا لتتصل بباب البحرين من جانب وبالمرفأ المالي من جانب آخر. التصميم تبدو ملامحه فائقة الجمال، والبناء يحتوي على معالم تنطق بارتباطها بجذور البحرين وطبيعة المنامة التاريخية من جانب والمستقبلية من جانب آخر.

إننا بحاجة إلى إبراز الأفكار المبدعة والجوانب المشرقة من البحرين لكي تتوجه أنظار الشباب وطاقاتهم إلى ما ينفعهم مستقبلا و إلى ما ينفع بلادهم ويؤكد مكانتها على خريطة المنطقة. شركة صغيرة تستطيع أن تكبر وتدخل الأسواق الكبيرة، ويستطيع شبابنا أن يسعى إلى مثل هذه الأعمال، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 592 - الإثنين 19 أبريل 2004م الموافق 28 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً