تلك حقيقة واقعية ان أعظم الرجال وأعظم الأفكار، يغتالهم أصغر الرجال وأصغر الأفكار... كن عظيما في تفكيرك على رغم ذلك.
كذلك كان شهيدنا الغالي عبدالعزيز الرنتيسي... تحرك إلى الشهادة... تقلد منصبا يعلم سلفا أنه سيقوده إلى الموت، ولا بأس بذلك إذا ما كان بعد الموت حياة أمة... وهكذا هم العظماء. أرأيت أعظم ممن ييتمون أبناءهم ليسعد أبناء الأمة. فالخالدون ليسوا الزعماء الذين ينجزون أعمالا عظيمة، بل الذين يشقُّون لمن بعدهم سبل الأعمال العظيمة. وهكذا كان الشهيد الرنتيسي عظيما، قبل أيام كان يؤبن عظيما وينثر على قبره ورود الحرية، كان يؤمن بغصن الزيتون ولكنه على يقين بأن التغيير لا يأتي إلا بالأحذية الثقيلة. كان له قلبان. قلب يتألم وقلب يتأمل كما هو تعبير جبران وكلا القلبين باقيان.
ما هذا العنف الذي نراه... هل هذا هو مشروع الشرق الأوسط الكبير؟ ما عادت هنالك حرمة لأحدٍ وأصبح العنف سمة بارزة. ويبقى السؤال: من الذي يعمل على صناعة العنف في العالم العربي؟ تأزم وبركان في فلسطين. شعب كامل لم يخرج إلى الآن من صدمة اغتيال الشهيد أحمد ياسين وها هو يفيق على قتل الرنتيسي... والبارحة راحت «إسرائيل» تهدد خالد مشعل، فهو المستهدف القادم من أسماء قائمة الاغتيالات التي عرضتها «إسرائيل».
وفي العراق حصار للفلوجة وحصار للنجف وتهديد بقتل مقتدى الصدر.
هذه العنجهية الإسرائيلية ليست لصالح «إسرائيل» وهذا الدعم الأميركي غير مبرر وصدقية أميركا أصبحت في الوحل بسبب هذه الخطابات التبريرية لأعمال شارون.
كيف ستعمل الولايات المتحدة على دمقرطة العالم العربي وهي تقوم بانتهاك حقوق الإنسان في العراق؟
المنطقة على كف عفريت والقرار الدولي مخطوف من هذا الطاووس الأحمق، والعرب - سامح الله العرب - اما منشغلون بالشعارات العاطفية أو مختلفون على إقامة قمة. ورحم الله الشاعر إبراهيم طوقان اذ يقول:
أيها المخلصون للوطنية
أيها الحاملون عبء القضية
في يدينا بقية من بلاد
فاستريحوا كي لا تطير البقية
رحم الله الرنتيسي يوم عاش ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
إشارات
- يوم الثلثاء ليلة الأربعاء موعدنا الأسبوعي مع محاضرة «الدولة والمجتمع في المشرق العربي» في صالة المنار في السهلة الشمالية، حوار مفتوح نتناقش فيه مع جميع أطياف المجتمع. البعض يسأل: هل الدعوة عامة؟ فقلت له: نعم، الدعوة عامة والمكان مفتوح للنقاش المعرفي لأي ملف ولأي إشكال يحمله أي سائل.
- تثقيف الناس عن الأوقاف الجعفرية وما فيها أمر ضروري، وسأحاول أن أضع أمام الناس بعض الحقائق في ذلك واللجنة مازالت مستمرة.
- هل يعلم المسئولون عن حال المرأة العاملة في بعض المصانع؟ إنها مأسوية إلى حد كبير.
- آخر لقاء لي مع الشيخ عيسى قاسم وقبل شهر كان الحديث فيه عن ملف الأوقاف والذي سنعمل كل ما في وسعنا لإنجاحه، أما عن وزير العمل وما قيل في هذا الموضوع هو عارٍ عن الصحة ولم ألتق به منذ فترة زمنية طويلة تفوق الشهرين. هذا ما لزم توضيحه
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 591 - الأحد 18 أبريل 2004م الموافق 27 صفر 1425هـ