مشروعان مهمان ينتظران اجتماع المسئولين عنهما وهما جسر المحبة بين قطر والبحرين والقطار المغناطيسي وهما مشروعان حيويان قد يؤديان إلى قفزة نوعية في الحياة الاجتماعية والمالية والسياسية لشعبي البلدين وهما ينتظران الوزراء! أرجعت بعض المصادر أن انشغال الوزراء المعنيين عن مشروع القطار المغناطيسي بسبب الأسئلة الكثيرة وبعضها محرج للوزراء من قبل مجلس النواب إذ لم يتعود الوزراء قبل تشكيل المجلس أن يسألوا «من أين لك هذا؟» وبذلك فإن أسئلة النواب حفظهم الله تسبب لهم مشكلات داخلية لأن الوزراء عادة يكونون مشغولين بأمور كثيرة بعضها روتينيا والبعض الآخر يحتاج إلى وقت لدراسته.
وإذا صح القول إن بعض الوزراء يجب أن يردوا على نحو 28 سؤالا قدمت من بعض النواب فإن ذلك يمثل مضيعة لوقت الوزراء الثمين إذ كيف يمكن لهم الرد بكل وضوح وصدقية على استفسارات النواب التي لا تتوقف في وقت هم في حاجة إلى دراسة مشروعات تنمية في الدولة؟ قد يكون هناك خلل ما في طرح الأسئلة من بعض النواب والتي يكون بعضها عفا عليه الزمن ولكن هذه هي الديمقراطية التي كنا نطالب بها وضحينا من أجلها كل في مجال عمله حتى حصلنا عليها بفضل حكمة ملك المملكة الذي لم يأل جهدا لتطوير الديمقراطية على رغم بعض الحوادث التي عكرت الجو خلال الفترة الانتقالية التي تبعت الانتخابات البرلمانية.
غير أنه من الواجب الوطني أن يحظى الوزراء بالثقة الكاملة حتى يمكنهم القيام بأعمالهم على خير وجه وإذا قصر أحدهم فإن ذلك يكون موضوع السؤال لا أن نشغل الوزراء بكل صغيرة وكبيرة حتى تصبح الردود المطلوبة مضيعة للوقت والجهد. وقد يكون الكشف عن التقصير الذي حدث في صندوق التأمينات الاجتماعية وصندوق التقاعد مثالا حيا على المحاسبة العسيرة والمطلوبة للذين يتجاهلون أو يقصرون في أداء واجبهم خصوصا إذا كان ذلك يمس حياة الناس. فمثل هذه المحاسبة مطلوبة ولكن أن يتقدم بعض النواب بأسئلة لا تمت بصلة إلى حياة الناس أو أن تكون تجاوزها الدهر فيكون ذلك مثل الذي سأل الإمام علي (ع) «كم شعرة في رأسي ولحيتي؟»
العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ