هل فعلا أن المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها؟ تلك حقيقة ولكنها غائبة في مجتمع ذكوري، يرى في ثقافة اللاوعي أن المرأة ضعيفة، لا تستطيع أن تمارس دورا اجتماعيا فضلا عن أن تقود مؤسسة سياسية أو مدنية أو اقتصادية. وهذه ثقافة خاطئة ومعتقد لا يصمد علميا أو معرفيا. لقد أثبتت التجربة أن المرأة إذا ما تهيأت لها الظروف الملائمة تبدع في إنتاجيتها أكثر من الرجل في مواقع كثيرة ولكنها تحتاج إلى وجود المناصرين لها ومن يعملون على تهيئة الأرضية لذلك.
المرأة البحرينية أثبتت جدارتها في أكثر من موقع، وإبداعها في جانب الطب والهندسة والتعليم و... واضح للعيان. وليت الإشاعات تصدق فتكون وزيرة. ما أريد أن أقوله: لماذا لا تعطى البحرينية وزارة من الوزارات ونحن - وإن كنت لا أظن ذلك فهي لا تعدو أمنيات وأوهاما - في الألفية الثالثة وأنا على يقين أنها ستثبت جدارتها وأنها تقود الوزارة - أيا كانت - بجدارة وما لحظناه من إبداعات للمرأة وفي الحقول المختلفة دليل على ذلك. وليس غريبا ذلك، فمنذ مجيء الإصلاح في البحرين والمرأة بدأت تشغل مواقع متنفذة مهمة.
عالمة الانثروبولوجيا «هيلين فيشر» كتبت كتابا «الجنس الأول» تقول فيه: «إن المرأة سيكون لها حظ وافر في قيادة العالم خلال القرن الـ 21 عبر تقلدها مناصب الحكم والسلطة».
ثقافة المجتمعات الأخرى أكثر اطمئنانا للمرأة من دولنا العربية. مارغريت ثاتشر التي كانت توصف بالمرأة الحديد قادت رئاسة الحكومة البريطانية لسنين والناس كانوا يمنحونها أصواتهم. بي نظير بوتو كانت رئيسة الحكومة في باكستان، وكانت أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند، إذ ورثت في سنة من السنوات زعامة حزب المؤتمر عن أبيها، وكانت نائبة في البرلمان في العام 1964 ثم أصبحت وزيرة للإعلام. ولا ننسى خالدة ضياء التي كانت تتولى رئاسة الحكومة في بنغلاديش العام 1991، وفي تركيا كانت تانسو تشيلر رئيسة الحكومة التركية وهي امرأة اقتصادية من الطراز الأول. وفي إيرلندا انتخبت ماري روبنسون لرئاسة البلاد من 90 حتى 97. وهكذا نجد المرأة تحولت إلى وزيرة للثقافة كما هي في سورية ووزيرة في مواقع كثيرة.
إذا، لماذا لا تقدم المرأة البحرينية إلى وزارة من الوزارات؟ طبعا لا يمكن نسيان الدور الكبير الذي يمارسه المجلس الأعلى للمرأة في احتضان المرأة البحرينية وإيصالها إلى المواقع المتميزة، وعن إزالة ذلك التهميش الذي مُنيت به سنين إداريا. المرأة البحرينية أهملت سنين ومازالت تعاني من سياسات التهميش والإهمال في أكثر من مؤسسة سواء في القطاع الخاص كسكرتيرة أو كعاملة في مصنع أو القطاع العام كطبيبة أو ممرضة أو معلمة أو كموظفة. هذا العام ذهبت إلى معرض الزهور الذي أقيم في مركز المعارض وشدني كثيرا ذلك الإبداع البحريني المتميز وخصوصا للموقع الذي عرضت فيه صور للتراث البحريني «معرض النخلة»، والذي كان متميزا وأعتقد أنه كان فاكهة المعرض وفيه لمسات أيضا للمرأة البحرينية.
فقهيا، يرى جمع من الفقهاء جواز تقلد المرأة للرئاسة السياسية فضلا عن تحولها إلى قاضية كما هو عند الشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيدمحمد حسين فضل الله. طبعا، لابد من مراعاة الضوابط الإسلامية في ذلك وهذا يعني أن الإسلام يرفض التمييز ضد المرأة باعتبارها امرأة. هناك حقوق للمرأة مازالت مغيبة، ولاتزال هناك نساء بحرينيات يعانين من ألم الواقع يجب أن نترافع عنهن من خريجات عاطلات أو من أرامل بلا مأوى أو من مطلقات أُلقين على قارعة الطريق أو من عاملات تبخس حقوقهن.
إن بإمكاننا أن ننشئ مؤسسات اجتماعية إنسانية تقوم بكفالة مثل هؤلاء النساء وخصوصا نحن نعيش عالما ذكوريا مازال يعمل على اضطهاد المـــرأة، عالما انتقل من إفقار المجتمع إلى تأنيـــث الفقر، وأصبح الفقر منتشرا في أوساط النســاء أكثر من أوســاط الرجــــال.
- الأوقاف الجعفرية بحاجة إلى شفافية لاطلاع المجتمع على الاراضي الوقفية، والعقارات الوقفية، وكل ما يتعلق بذلك لكل مأتم من مآتم البحرين. فينبغي توصيل كل معلومة عن الوقف إلى كل إدارة من إدارات المآتم.
- هناك عدد من أبناء منطقة سترة - ومنهم من الشباب - يموتون بسبب عدم توافر إسعاف قريب لهم. فإلى متى يبقى المسئولون عاجزين عن توفير هذه الخدمة البسيطة جدا على رغم أهميتها؟
- أسعار مواد البناء أصبحت بسعر الذهب، فأين يذهب الفقير؟
- ينبغي أخذ آراء جمعية المعلمين في قضية الكادر الوظيفي الجديد
إقرأ أيضا لـ "هاني فحص"العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ